سقط المنتخب العراقي في فخ ركلات الترجيح التي منعته من التأهل لنهائي كأس العالم للشباب المقامة في تركيا، إثر خسارته أمام أوروغواي 6-7، بعد التعادل الإيجابي في الوقتين الأصلي والإضافي 1-1. ولم يدخل المنتخب العراقي إلى أجواء اللقاء منذ البداية، فغابت الشجاعة الهجومية وبدا وكأنه يسير على خطا أسلافه من المنتخبات العربية التي غالباً ما تجد بعض المشاكل في الإعداد النفسي، عند وصولها للمباريات التي تأخذ طابع المستويات العالية. ظهر هذا الأمر جليّاً في النصف ساعة الأولى من الشوط، فأوقف نيكولاس لوبيز قلوب الجماهير في الدقيقتين 23 و24 على التوالي عندما اقترب كثيراً من هزّ الشباك العراقية إلا أنّ يقظة الحارس محمد حميد أبقت الأمور على حالها. ففي الدقيقة ال23 جاءت أخطر فرص اللقاء عندما صار لوبيز لاعب روما الإيطالي بوضعٍ مناسبٍ للتسجيل، فسدّد كرة قوية من داخل منطقة الجزاء أبعدها حميد بيده اليسرى، ليعود نفس اللاعب بعد دقيقة ويراوغ الدفاع العراقي ويصوّب كرة تصدى لها حميد في الأولى، وعادت لغيورغيان دي آراسكياتا الذي أرسلها خارج المرمى الخالي. أسود الرافدين الذي كانوا بحاجة لهذه الصدمة انتفضوا مباشرةً وهدّدوا مرمى غويليرمو دي آموريس بكرة صاروخية لفرحان شكور (32) قبل أن يأتي الدور على علي عدنان الذي نفذ ركلة حرة مباشرة من زاوية صعبة (34) واستقرت في المقص الأيسر لمرمى دي آموريس، معلنة الهدف الأول في المباراة. الشوط الثاني في الشوط الثاني ركّز أبناء المدرب حكيم شاكر على التمركز الدفاعي مع الاعتماد على الكرات الثابتة والهجمات المرتدة، وهو ما كاد يكلفهم إعادة الأمور إلى نصابها عندما انفرد لوبيز بحميد وأرسل كرة ساقطة أخطأت الشباك (50)، فيما شكّل عدنان خطورة حقيقية من خلال ركلاته المباشرة. وتصدّت العارضة العراقية لكرة للمنتخب الأميركي الجنوبي في الدقيقة 77، ليعيد الحصان الأسود ترتيب أوراقه من جديد ويزيد من كثافته الدفاعية داخل منطقة الجزاء تحديداً. وسارت الدقائق المتبقية ثقيلة على المنتخب العراقي الذي اعتمد على زيادة عدد المدافعين دون الالتفات لضرورة التمركز الجيد، وهو ما كلّفه تلقي هدف التعادل قبل دقيقتين من النهاية، بعد أن استغل البديل غونزالو بوينو خلوّه من الرقابة وسدّد كرة سهلة من داخل منطقة الجزاء العراقية، ليجر المباراة للأشواط الإضافية، بالرغم من محاولتي عدنان ومهند عبد الرحيم بالوقت المُمدّد الذي بلغ 8 دقائق. الشوطان الإضافيان وعاد المنتخب العراقي لأجواء المباراة مع الدقائق الأولى من الشوط الإضافي الأول لكن كراته افتقدت للخطورة، وكرّر لوبيز هوايته بإضاعة الفرص السانحة عندما سدّد خارج المرمى العراقي وهو بحالة انفراد تام وسط غياب التغطية الدفاعية. وتابع العملاق الآسيوي ارتفاع مستواه التدريجي وسيطر على الكرة وحاول إنهاء المباراة قبل الوصول لركلات الترجيح لكن قلّة الدعم الهجومي وصحوة دي آموريس أجلت حسم المباراة لركلات الحظ، التي انتهت لصالح الأوروغواي 7-6. وسدّد لأوروغواي بالترتيب: جياني رودريغيز (أضاع)، ليوناردو بايس، فيليبي آفيناتي، بوينو، لوبيز، دييغو رولان، خوسيه خيمينيز، غاستون سيلفا، فيما سدّد للعراق: علي فايز عطية (أضاع)، محمد شوكان، إيهاب كاظم، همام طارق، علي عدنان، مهند عبد الرحيم، مهدي كامل، سيف سلمان (أضاع). وكان المنتخب العراقي قد وصل لهذا الدور بعد فوزه على كوريا الجنوبية بركلات الترجيح بعد التعادل 3-3، فيما وصل الأوروغواي لنصف النهائي بعد أن تجاوز المنتخب الإسباني 1-صفر. وتقتصر إنجازات العرب في بطولات كأس العالم للشباب منذ انطلاقها على فوز قطر بفضية 1981، ومصر ببرونزية 2001، وحصول المغرب على المركز الرابع (2005). وسيلتقي منتخب أوروغواي مع المنتخب الفرنسي في نهائي البطولة والذي تغلّب على المنتخب الغاني 2-1 اليوم، فيما يلاقي المنتخب العراقي نظيره الغاني على المركزين الثالث والرابع.