تستضيف جنوب أفريقيا بعد أيام معدودة بطولة كأس الأمم الأفريقية في نسختها التاسعة والعشرين بمشاركة 16 فريقا تتنافس فيما بينها على إحراز الكأس الغالية وتمثيل القارة السمراء في كأس العالم للقارات بالبرازيل الصيف المقبل. وكان مقررا أن تقام البطولة في ليبيا إلا أن ظروف النزاع المسلح التي صاحبت عملية إسقاط نظام العقيد معمر القذافي أدت إلى إسناد شرف التنظيم إلى جنوب أفريقيا التي بدى الأمر بالنسبة لها في غاية السهولة بعدما استضافت بنجاح بطولة كأس العالم 2010 لأول مرة في تاريخ القارة. وحددت جنوب أفريقيا خمسة ملاعب في خمس مدن لاستضافة المباريات هي الملعب الوطني أو “سوكر سيتي” في جوهانسبرج والذي احتضن نهائي المونديال، وموسيس مابيدا في دربان، ونيلسون مانديلا باي في بورت إليزابيث، ورويال بافوكنج في رستنبرج، ومبومبيلا في نيلسبروت. وتعتبر هذه هي المرة الثانية لجنوب أفريقيا التي تسضيف فيها البطولة بعد أن احتضنت نسخة 1996 وفازت بلقبها رغم أنها كانت المشاركة الأولى في تاريخها بعد استبعاد طويل خلال فترة تطبيق سياسة الفصل العنصري. وويعود للمشاركة في النسخة الحالية عدد من منتخبات القارة الكبيرة التي غابت عن بطولة 2012 الماضية مثل الكونغو الديمقراطية صاحبة لقبين بمسمى زائير، والجزائر بطلة 1990 ونيجيريا بطلة 1980 و1994 ولكن مع ذلك يستمر غياب مصر صاحبة سبعة ألقاب، والكاميرون المتوجة في أربع مناسبات. وتبقى غانا وكوت ديفوار مرشحتين فوق العادة للفوز بالكأس الذي أفلت منهما معا العام الماضي وذهب إلى زامبيا للمرة الأولى في تاريخها. وحققت غانا اللقب أربع مرات آخرها عام 1982 ولكنها خسرت نهائي 1992 و2010 فيما حققت كوت ديفوار البطولة مرة واحدة عام 1992 وخسرت نهائي 2006 و2012 ويأبى قائدها وهدافها ديدييه دروجبا (34 عاما) الاعتزال قبل رفع الكأس. وتشهد البطولة الحالية ظهورا أول لجزر الرأس الأخضر حيث ستجرب اللعب تحت الأضواء بخوض مباراة الافتتاح ضد جنوب أفريقيا ضمن المجموعة الأولى التي تضم أيضا كلا من المغرب وأنجولا. وحافظت النيجر على مقعدها بين الكبار حيث شاركت في نسخة 2012 للمرة الأولى ولكنها تواجه هذه المرة فرق الكونغو الديمقراطية ومالي وغانا ضمن المجموعة الثانية. وبعد غياب تجاوز الثلاثين عاما، تعود إثيوبيا، إحدى مؤسسي البطولة، للنهائيات بفريق طموح يشارك في المجموعة الثالثة مع زامبيا حاملة اللقب وبوركينا فاسو ونيجيريا، فيما تواجه كوت ديفوار اختبارا صعبا في المجموعة الرابعة مع كل من توجو والجارتين تونس والجزائر. ويعتبر دروجبا قائد كوت ديفوار أبرز الوجوه المشاركة في البطولة، فهو صاحب أكثر من 50 هدفا دوليا وسبق وتوج بدوري الأبطال الأوروبي مع فريقه السابق تشيلسي الإنجليزي، كما أن البطولة الحالية قد تكون الأخيرة في مسيرته كونه غير بعيد من إكمال عامه الخامس والثلاثين. وبجانب دروجبا، يبرز قائد توجو وهدافها إيمانويل أديبايور الذي تألق في الملاعب الإنجليزية مع أرسنال ومانشستر سيتي وتوتنهام، وكذلك المالي سيدو كيتا لاعب وسط برشلونة الإسباني السابق، والجزائري سفيان فغولي المتألق في فالنسيا الإسباني، والغاني كوادو أسامواه لاعب يوفنتوس الإيطالي. ويعود للبطولة أيضا المدرب الفرنسي كلود لوروا في ثاني تجربة له مع الكونغو الديمقراطية ليواصل إثراء أرشيفه الذي يشهد بإشرافه على فرق السنغال وغانا والكاميرون التي توج معها بلقب 1988. وتختتم البطولة في العاشر من فبراير/شباط في جوهانسبرج حيث ستتحدد هوية الفريق الممثل لأفريقيا في كأس القارات والذي تنتظره مواجهة إسبانيا وأوروجواي وتاهيتي على الملاعب البرازيلية الصيف المقبلة