دق رقم الحضور الجماهيري لمواجهة منتخب السعودية الوطني أمام نظيره التايلندي في درة الملاعب في العاصمة الرياض ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال كأس العالم جرس إنذار وتنبيه حول الأسباب والدوافع !!. فلم يكن يتصور احد أن الرقم المعلن في حدود ال32 الف في وقت تشهد فيه مباريات الأندية اكبر من هذا الرقم خصوصاً في حالة الحضور المجاني ! بل وقد كانت الحملات المحفزة للجماهير هي العنوان الأبرز للعنوان السعودي وحتى للنقاد والمحللين والكتاب والصحفيين والذين توقعوا سبعين الف متفرج في وقت كان اللاعبين مستغربين دعوة الجماهير كونهم تعودوا على زحف جماهير هائل كانت ومازالت الرياضة السعودية تفخر به وتعتبره احد أهم عوامل نجاح الأنشطة الرياضية والفعاليات التنافسية. ومهما بلغت الأعذار فلن يكون هناك مبرر مقبول خصوصاً إن إجازة العيد تعني التفرغ التام بل والمباراة جاءت في آخر يوم منها وهو ما يعني إن حتى المسافرون قد عادوا. وحول المستوى الفني وما يشاع عن أن الجمهور غاب أو تراخى في الحضور بسبب عدم اقتناعهم في الأداء فهو ليس مبرر أبدا كون المنتخب يكون أحوج للدعم الجماهيري أكثر من أي وقت مضى يكون قادرا على الحسم والإمتاع. بل إن الدول الخليجية شهدت مدرجاتها حضور جماهير كبير خاصة في الإمارات التي كان أملها في التأهل شبه مستحيل ! ومع ذلك فلم تغيب جماهير الأبيض الإماراتي وحضرت للمساندة والأمر كذلك في البحرين وعمان. ومع البون الشاسع بين الجماهيرية الطاغية للسعوديين وبين نظرائهم الخليجيين فإن الخليجيين تفوقوا في الحضور ومساندة منتخبات بلدانهم. ولم يتوقع الوسط الرياضي إن يكون الحضور بهذا العدد القليل نسبياً إذا ما قورن في مواجهات الأندية والتي تحتشد جماهيرها بشكل كبير لاسيما في المنافسات الخارجية. فهل باتت الجماهير تفضل الأندية على منتخبها الوطني؟؟ وهل للإعلام والردح المتبادل بين بعض المحتقنين والمتعصبين سبب في عزوف الجماهير عن دعم منتخب بلادهم والسير على هوى تلك الثلة؟ وهل لو كان الحضور غير مجاني سنرى هذا العدد أم سيكون هناك عدد اقل؟؟ ومتى تعود الجماهير الرياضية لدعم منتخبها وزفه إلى البرازيل؟؟ ومتى نكحل أعيننا بمنظر الجماهير السعودية الحبيبية وهي تتغنى بالمنتخب وترسم أجمل لوحات الوفاء في ملاعبنا؟