بدأت نقاط التفوق في الرياضي السعودية والتي كنا نراهن علينا بالتلاشي تدريجياً ، فقد كان المستوى الفني الذي نزهو به يميزنا عن غيرنا لا سيما من نظرائنا في الخليج وكنا ننظر للمنتخب السعودي كالأسد الغضنفر والذي ما أن يظهر حتى يشتت الخصوم ويمزق شباكهم وما أن يشارك في بطولة حتى يكون المرشح الأقوى لنيلها لكن المستويات الفنية للمنتخبات والفرق بدأت في التراجع وباتت نتائجنا الخارجية في موضع محير بل أننا أصبحنا نخشى مواجهة أي منتخب خليجي ونشعر بالخوف أكثر عند مواجهة منتخبات وأندية شرق آسيا. ليس هذا فحسب بل كان الحضور الجماهيري احد أهم المرتكزات التي نتغنى بها وكانت اللغة الأعنف التي نستخدمها لتوضيح الفرق بيننا وبين الدوريات في الخليج بالمقارنة الجماهيرية كوننا نعتبر حضورنا الأكثر والأضخم في كل الملاعب، وان كانت الملاعب أيضا بحاجة إلى تطوير وتحديث إلا إن الجماهيرية الطاغية في كل مباراة جعلت للدوري والمنافسات المحلية روح جديدة وصخب وتوهج وزخم إعلامي متواصل. لكن أنظمة الاتحاد الآسيوي التعسفية بحقنا كشفت لنا حقيقة مؤلمة فبعد أن بدأ الإعلان عن أرقام الحضور الجماهيري ثارت ثائرتنا وتوقعنا أن هناك خلل في الحسابات أو سوق سوداء للتذاكر أو تدوير لها أو محاباة لأندية دون أخرى أو غيرها من الأسباب التي ترفض الحقيقة المجردة وهي إننا لسنا مختلفين عن دول الخليج رغم كثافتنا السكانية. فالحضور للمباريات أصبح ناقوس خطر يهدد اهتمامنا بها فلم تعد الملاعب صاخبة ومتوهجة كالسابق. وقد تكون الأسباب المذكورة أعلاه منطقية أحيانا لكنها لا تشكل كل الحقيقة. وحتى لو عادت الميكروفونات وبدأت تصدح الروابط بالأناشيد واختفت ثقافة الالتراس فلن نضمن عودة الزحف الجماهيري للمدرجات كما كان في السابق. آخر ما أزعجنا كسعوديين هو سحب نصف مقعد من تلك المخصصة للمشاركة في دوري أبطال آسيا وكان السبب الحضور الجماهيري! ولم تهدا العاصفة الغاضبة بعد لنكتشف خفايا الحقيقة حيث لا تزال الأرقام المعلنة مخيبة للآمال والمخيب أكثر أن لا يحضر مباراة الأنصار وهجر سوى 48 متفرج فقط!! تخيل مباراة في دوري زين والحضور اقل من 50 شخص ولو كنت مسئول عن أرقام الحضور في تلك المباريات لحسبت عدد اللاعبين والجهازين الفني والإداري ورجال الأمن وإدارة الملعب والحكام والمعلق والمصورين والإعلاميين والحراسات الأمنية وعمال النظافة لعلنا نصل للرقم 100 وعندها سنحذو حذو جيراننا في قطر ونحسب كل من دخل الملعب. إن استمرار تدني أرقام الحضور للملاعب كفيل بفقدان مقاعد أكثر من نصيب الأندية السعودية للمشاركة في دوري المحترفين الآسيوي. ويظل السؤال المطروح .. ما هي أسباب عزوف الجماهير عن المدرجات.. هل بسبب تدني الخدمات كما يدعي البعض أم بسبب النقل التلفزيوني لكافة المباريات على البث المفتوح أم لهبوط المستوى الفني أم لأسباب أخرى؟؟