في العام الماضي حقق الدوري السعودي للمحترفين مرتبة متقدمة بين الدوريات في العالم حسب إحصائية الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء وكنا سعيدين بهذا الإنجاز المميز ، وكنا نتطلع بأن يكون هذا الموسم أفضل ويحمل لنا إنجازاً أو رقماً جديداً متقدماً بين الدوريات العالمية إلا أن هذا الأمر لم يحدث!!. ودوري زين هذا الموسم لم يكن في مستوى الطموحات سواء على المستوى الفني أو التنظيمي وأكثر الأندية هذا الموسم كانت تعاني من ضعف الأداء ، النادي الوحيد الذي كان محافظاً على أدائه طوال الموسم هو بطل الدوري الهلال والبقية لاحظنا عليهم الضعف الواضح في أدائهم كالاتحاد والأهلي والشباب ، النصر بدأ بداية ضعيفة تدرج حتى وصل إلى مستوى المنافسة لكن بعد فوات الأوان . الهلال حصل على بطولة الدوري بأقل مجهود فامتلاكه لأدوات الحسم والتميز جعلته يتوج بطلاً قبل النهاية بثلاث جولات . معنى أن تحسم المنافسة قبل النهاية بثلاث جولات دليل واضح على ضعف المستوى الفني بشكل عام وبأن الدوري لم يكن فيه منافسون أقوياء ، فالدوري القوي لا تظهر صورة البطل فيه إلا في آخر جولة كما حدث في العام الماضي عندما تأجل أمر حسم بطل الدوري حتى الجولة الأخيرة والتي كانت بين الاتحاد والهلال . لهذا يجب أن يطرح الإعلام الرياضي أمام المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم السلبيات التي ساهمت في أن يخرج دوري زين لهذا الموسم بتلك الصورة والعمل على تلافيها في المواسم القادمة حتى نحظى بمرتبة متقدمة تليق بمكانة المملكة العربية السعودية وتتناسب مع حجم الإنفاق الذي يحظى به الدوري السعودي . ولعل من أبرز السلبيات التي كانت سبباً في ضعف دورينا التأجيلات المتواصلة لمباريات الدوري فقد ساهمت في غياب المتعة و عنصر الإثارة والتشويق فلا يخلو أي موسم من بعض التأجيلات وقد اعتدنا مع الأسف على المبررات التي يطلقها أعضاء لجنة المسابقات كل موسم ،علماً بأن هذا الأمر لا نجده في الكثير من الدوريات في العالم بل بعض الدول وخصوصا في الكرة الأوربية لديهم روزنامة واضحة ومتكاملة لفترة زمنية طويلة يتضح فيها وقت وزمن كل المنافسات والمسابقات الداخلية لديهم وتتوافق مع المشاركات الخارجية سواء لمنتخباتهم أو أنديتهم بحيث لا يدخلون في دوامة التأجيلات،ويحتفظون بدوري ناجح ومميز يحظى بمتابعة واسعة . من السلبيات الموجودة ايضاً أنظمة الاحتراف بكل لوائحها فلا يخلو أي موسم من قضية تظهر على السطح بسبب سوء تطبيق تلك الأنظمة أو ضعف في فهم اللوائح وعلى سبيل المثال قضية احمد الدوخي وما رافقها من شد وجذب بين تسجيله وعدم تسجيله . سلبيات المسابقات الرياضية لدينا كثيرة ولا تتناسب مع وجود الاستثمارات في المسابقات السعودية ومع دعم الدولة .. لهذا يجب أن يكون الدوري السعودي صاحب المكانة الأبرز على الخارطة الآسيوية فالاستثمارات التي تحققها الأندية يجب أن يكون لها الأثر الايجابي على الرياضة السعودية بشكل عام . والدوري السعودي قادر على جذب الاستثمارات الرياضية متى ما ارتفعت وتيرة المنافسة فيه وأصبح هدفاً تسعى له الشركات الاستثمارية ،فتطور كرة القدم السعودية على مستوى دوري المحترفين، وما تفرزه من ارتفاع في المستويات الفنية والتنظيمية ، والحضور الملفت سيجعلها في مركز الصدارة على مستوى البطولات العربية والآسيوية ، وهذا كله مرتبط بدعم الشركات الراعية. لست مع من يقول بأن الأمر لا يدعو للقلق فالنتائج الأخيرة للمنتخب السعودي هي نتاج ضعف واضح في مسابقاتنا المحلية وخصوصا الدوري ، عندما وصل المنتخب السعودي في السنوات الماضية لنهائيات كأس العالم كانت مسابقاتنا تغلي إثارة وإمتاعاً ، والآن الأمر مختلف هناك فتور واضح حتى على المستوى الإعلامي بين الأندية . سياسة الإثارة بين الأندية التي يمثلها الإداريون بقيادة رؤساء الأندية اختلفت عن المواسم السابقة فلم تعد التصريحات المثيرة موجودة كالسابق والتي تترك أثرها على اللاعب داخل الملعب وعلى الجماهير في المدرجات.وكلها عوامل ترفع من وتيرة المنافسة ليرتفع الأداء الفني للأندية ليصبح بطل الدوري مجهولاً حتى الجولة الأخيرة بهذا فقط ستعود هيمنة الكرة السعودية على آسيا . [email protected]