إن الإسلام هذَّب الرياضة, ورغَّب فيها ترغيبا, و جعل لها قيَما سامية, و فوائد كثيرة, و أهدافا نبيلة تسْمُو بالرياضة و الرياضيين كانوا أفرادا أم أندية أم جماهير رياضيَّة, فكثُرت الجماهير الرياضية على المستوى المحلي و العربي والعالمي. و تعدَّدت الأندية, و اشْتد التنافس الرياضي. فالرياضة وسيلة لنشر المحبة و التآخي و التآلف بين فئات المجتمع, و حرفة رياضية للتنافس الشريف بين الأندية و المنتخبات, و ظهور المواهب المغمورة ,و كسْب الأموال, و لها فوائد صحية على مَن يُزاوِلها, وتعتبَر هواية جميلة و وسيلة تلَبي ميول الجماهير الرياضية المختلفة بالتشجيع السليم, و تقضِي على الفراغ بين الرياضيين عامّة., و لكن من المؤسف حقّا. هل تستمر تلك السلبيات الرياضية كاللعب المتهوِّر الذي يُعرْقل المواهب الرياضية, وهل يستمر داء التعصب الرياضي الذي سلَب الإبداع من الرياضة و الرياضيين أم لا ؟! و ما الحلول الناجِعة للتعصُّب الرياضي و التشجيع الخاطئ بين الجماهير الرياضية , والذي يزيد حِدَّ إذا كان الفريقان من مدينة واحدة ,و يتَّخذ أشكالا و فنونا , فتسبَّب داء التعصب الرياضي الاضطراب النفسي و السلوكي للجماهير, ممَّا نتج عنه الصَّخَب في الشوارع و المدرجات و التلفُّظ بالألفاظ الجارحة و التصريحات و النقد غير الهادف أو التهكم باللاعبين والحكام و الأندية أو غيرهم , و نزول الجماهير إلى الملاعب الرياضية , و كثْرة الكتابات و الرسومات على المساكن و المرافق العامة , فقَدَّموا صورة غير حضارية للرياضة في الوطن بهذا التشجيع غير الواعي , و اتَّخذوا الرياضة وسيلة للحِقد والتنافس الخاطئ , و غاية لإرهاق النفوس بالأمراض النفسية و الأمراض العضوية , و لم يتخذوها مُتعة و هواية , لإشباع رغباتهم الرياضية . لذلك ينبغي على رجالات المجتمع من تربية و تعليم و رياضة و إعلام تكاتف الجهود , و تحذير المجتمع عامة و الشباب خاصة من السلوك الخاطئ و الأمراض الاجتماعية , و مناقشة المشاكل الاجتماعية بحوار هادئ هادف, و تكثيف البرامج التوعَوية , و التي تحقق الأهداف المنشودة , و البحْث عن الدَّواء لكل داء , قبل أن يستفْحِل الدَّاء ' كي نُخرِّج جيلا من الشباب الواعد الصاعد ,يتعامل مع المشاكل بحكْمة , و يخدم نفسه و وطنه في شتى المجالات و الميادين , و يكون أنْمُوذجا في كافَّة الميادين . عبد العزيز السلامة / أوثال