إن الكثير من الأمم تعرف بقيمها و أخلاقها السامية , و تقاس بحضاراتها و ثقافاتها المتنوعة في كثير من الميادين كالتعليمي والاجتماعي والصحي والأمني والمهني والرياضي , ولكن مما يؤسف له حقا أن الغالبية العظمى من المجتمعات البشرية تهوى وتميل إلى الألعاب الرياضية , وتحرص كثيرا على الثقافة الرياضية عامة , ولعبة كرة القدم خاصة , وتتابع تلك المجتمعات بشغف كبير تلك المباريات المحلية والعربية والآسيوية والعالمية , ولو سألت رياضيا عن المباريات و الأندية , أو اللاعبين والمدربين لسمعت منه العجيب , حيث يعطيك أدق التفاصيل عن تلك الأسئلة , ويحلل لك المباريات تحليلا رياضيا عجيبا . وإن اتخاذ الرياضة أو غيرها في الحياة هواية أمر طيب , ولكن ليس على حساب الضعف الثقافي في الميادين الأخرى كالأمني والصحي أو الاجتماعي والأخلاقي والمهني , فلا يكاد الإنسان يعرف إلا القليل منها , ولا يطلع على هذه المعلومات إلا عندما يحتاجها , فعلاقاته الاجتماعية قليلة , وحالته النفسية مضطربة . وإن كانت الرياضة تحقق رغبات الرياضيين متى استخدمت الاستخدام الأمثل والسليم , فهي طريق المتعة والإثارة , وهي طريق للتنافس الرياضي الشريف الذي يؤدي إلى تقدم مستوى الرياضة عامة , وتحسن الأداء والإبداع لدى الكثير من اللاعبين وظهور الكثير من المواهب المغمورة في الملاعب الرياضية , وتعتبر الرياضة مناسبات اجتماعية تلتقي الجماهير من أجل تشجيع أنديتها في هذه المنافسات الرياضية , وتجمع الجماهير الرياضية على المحبة والإخاء والتآخي والتواصل والصفاء , ولها دور رائد في استغلال الشباب تلك الآفة الخطيرة (الفراغ). وإذ ا كان للرياضة أهداف سامية بين الوسط الرياضي ، و هي (قيم و أخلاق) فلماذا زاد الضغط النفسي , و انتشرت الأخلاق السيئة والتشجيع غير الحضاري بين الرياضيين كانوا رؤساء وحكاما ومسؤولين أو كتابا وجماهير ولاعبين ، ما بين التصريحات غير التربوية أو النقد غير الهادف , مما يثير التعصب الرياضي المرفوض الذي يأخذ سلوكيات وصورا ممقوتة للتشجيع الخاطئ والتعصب غير الحضاري في المدرجات ، أو خارج الملاعب , او استخدام العبارات النابية ، أو التهكم باللاعبين أو الحكام , بل تجاوز هذا التعصب الرياضي الممقوت إلى تشويه المساكن والمرافق العامة بالكتابات السيئة و الرسومات , فالرياضة وسيلة تهدف إلى تحقيق الغايات المختلفة. لذلك ينبغي على الرياضيين عامة أن يستخدموا الرياضة الاستخدام الصحيح الذي يسير وفق القوانين الرياضية التي تسمو بالرياضة والرياضيين إلى الأخلاق الكريمة بعيدا عن التعصب الرياضي الخاطئ.