استعرضت اليوم الجلسة الثانية لمؤتمر تحلية المياه المالحة في البلدان العربية ، تجارب بعض الدول في شرق آسيا في معالجة مشاكل شح المياه وتحليتها، إلى جانب الطرق المستخدمة في تقليل استهلاك المياه. وتم عرض تجربة سنغافورة التي لجأت إلى أسلوب التوعية والتثقيف لمجتمعها بدلاً من زيادة أسعار المياه للمواطنين، وبخاصة وأن التجارب هناك أثبت جدوى التوعية أكثر من رفع الأسعار خاصة وأن سنغافورة لديها شح كبير في المياه المحلاة. وأوضح مدير مركز التميز البحثي في تقنية تحلية المياه في جامعة الملك عبد العزيز رئيس الجلسة محمد بن حسين البيروتي أن المشاركون في الجلسة عرضوا أبرز التجارب الناجحة في التقنيات الواعدة في تحلية المياه، والتي يمكن أن تكون بديلا لما هو موجود حالياً في محطات تحلية المياه. وبين البيروتي أن التقنيات الواعدة تشمل التحلية بالأغشية وبالطرق الحرارية ، حيث دار النقاش حول كيفية أن تكون هذه التقنية منافسة للتقنيات المعروفة حاليا، بحيث لا تكون أكثر كلفة من الحالية، موضحاً أنه في حال لم يكن هناك جدوى في الجودة والتكلفة المرادفة أو الأقل من الحالية لا يمكن الاعتماد مستقبلا على مثل هذه التقنيات. وأشار الدكتور البيروتي إلى أن التقنيات الحديثة جديدة ولها مستقبل واعد خاصة وأن بعض التجارب أثبتت جدواها وهي في طور التجارب كاستخدام الطاقة الشمسية والطاقة الحرارية، وطرق أخرى مثل ترطيب الهواء، واستخدام الأغشية والتقطير وهي ما زالت في طور تجربة الأبحاث. وخلال الجلسة عرض أستاذ قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور محمد عبدالكريم عنتر دراسات تجريبية على أداء منظومة لتحلية المياه تعمل بالطاقة الشمسية بنظام تسخين وترطيب وتجفيف الهواء(HDH) . وأوضح الدكتور عنتر أنه تم تصميم و بناء وتشغيل منظومة لتحلية المياه تعمل بالطاقة الشمسية بنظام ترطيب وتجفيف الهواء المسخن (HDH) ذات مرحلة واحدة، وتم تصميم وتشغيل هذا النظام على شاطئ جامعة الملك فهد للبترول و المعادن بالظهران باستخدام 9 سخانات شمسية ومرطب ومبادل حراري يستخدم كمزيل الرطوبة (مكثف). وأضاف " إنه تم اعتماد نظام دورة مفتوحة للهواء الساخن ودورة مغلقة لسريان الماء المالح، وتم توصيل وحدة تسجيل القراءات الخاصة بدرجات الحرارة في نقاط مختلفة من المنظومة وكذلك الرطوبة النسبية وسرعة الهواء و معدل تدفق الماء كل 5 إلى 10 دقائق"، مبيناً أن من المهم التذكير بأن سخان الهواء الشمسي يعمل بنظام الأنبوب المفرغ من الهواء ويستقبل الطاقة الشمسية و يستخدمها لتسخين الهواء في الأنابيب الداخلية لدرجة حرارة تتراوح بين 80 و 95 درجة مئوية و لا يسمح بتسرب الحرارة للخارج. وبين الدكتور عنتر أن تسخين الهواء يتم ليكون قادرا على استيعاب المزيد من الرطوبة، وتستخدم حشوات لزيادة مساحة السطح لنقل الحرارة والتبخير من خلال استخدام مواد التعبئة المنظمة المميزة بانخفاض طفيف في لضغط الهواء، ويوجه الهواء لوحدة إزالة الرطوبة حيث يتم تكثيف بخار الماء و استخراجه كماء خالي من الأملاح. ويتم في هذه المنظومة إعادة توزيع الهواء مرة أخرى إلى مدخل السخان الشمسي. وأفاد أن دراسة بارا مترية أجريت للتحقق من تأثير المتغيرات التالية على أداء النظام، ومعدل سريان الهواء معدل تدفق الماء في المرطب، ومعدل تدفق مياه التبريد في المكثف، بالإضافة إلى درجة حرارة الهواء الداخل إلى المرطب ، وتحليل المياه لمعرفة كمية المواد الصلبة الذائبة (TDS)، والعسر الكلي، والتوصيل الكهربائي، ودرجة الحموضة، والأيونات الرئيسية، وتبين أن زيادة تدفق معدل الهواء يؤدي إلى زيادة في تدفق المكثفات حتى يتم التوصل إلى القيمة المثلى، ومن ثم يقل بعد ذلك مما يبين أنه توجد نسبة مثلى لمدل تدفق كل من الهواء و الماء المراد تحليته، كما بينت الدراسة أن زيادة تدفق معدل المياه في المكثف يزيد من إنتاجية المنظومة من الماء المنزوع الأملاح. // انتهى //