يسعى وزراء الخزانة والمال لدول منطقة اليورو الذين يعقدون سلسلة من المشاورات في لكسمبورغ مساء اليوم إلى بلورة حل توفيقي بين دولهم بشان إدارةمتاعب منطقة اليورو في شقيها الخاص اولا بالديون السيادية لليونان التي تواجه طريقا مسدودا فعليا وثانيا بشان تدابير إصلاح الحوكمة المالية في منطقةاليورو. ومن غير المرجح ان يتمكن الوزراء من غلق الملفين خلال هذه المشاورات التي تسبق لقاء على مستوى جميع وزراء الخزانة والمال الأوروبيين مقررا ليوم غد ولا تزال منطقة اليورو تبذل جهودا مريرة لتحقيق تقدم في مواجهة أزمة الديون عبر إزالة عقبات تعرقل تطبيق خطة المساعدة الثانية لليونان في حين تدفع بعض العواصم وخاصة باريس وبرلين نحو التطرق الى وسائل تحسين قيادة الاتحاد النقدي الأوروبي. وتراجع سعر صرف اليورو إلى أدنى مستوى له اليوم منذ ثمانية أشهر بعد ان أعلنت الحكومة اليونانية انها لن تكون قادرة على الحد من العجز الحكومي الى النسبة المتفقة عليها حتى الآن كما سجلت الأسواق المالية في جميع الدول الأوروبية تراجعا كبيرا خلال المعاملات المالية الأولى . وتخيم الأزمة اليونانية مجددا على آليات العمل الأوروبي المشترك بعد ان تنامت الشكوك في طبيعة وفاعلية مهمة الترويكا الأوروبية المكونة من مندوبين عن المفوضية والمصرف المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي والمكلفة بتقييم ومعاينة جهود الحكومة اليونانية ولم تتمكن الترويكا الدولية حتى ان من أداء مهمتها بنجاح لعدة أسباب تتعلق أهمها غياب توافق على الصعيد اليوناني أولا وعلى الصعيد الأوروبي ثانيا في التعامل مع الديون السيادية في منطقة اليورو. ويبحث وزراء الخزانة والمال الأوروبيين ايضا التفاصيل المهمة المتعلقة بتوسيع مظلة إنقاذ اليورو “إي إف إس إف” . . كما يبحث الوزراء آلية تنفيذ قرارات قمة زعماء اليورو الطارئة التي عقدت في الحادي والعشرين من يوليو الماضي في بروكسل ويأتي من بين القضايا الخلافية التي سيبحثها الوزراء المطالب الفنلندية بالحصول على ضمانات إضافية مقابل موافقة هلسنكي على حزمة الإنقاذ الثانية لليونان. وأفادت مصادر دبلوماسية بقرب التوصل إلى حل في هذه القضية الخلافية..ومن المنتظر أن يتم تزويد مظلة الإنقاذ الأوروبية بوسائل جديدة مستقبلاً منها شراء سندات لدول متأزمة ومنح سيولة لدعم مصارف. ويذكر أن العديد من برلمانات دول “منطقة اليورو” وافق على توسيع نطاق المظلةولكن أربع دول من منطقة اليورو لم تعرض توسيع المظلة بعد على برلماناتها وهذه الدول هي البرتغال وهولندا ومالطا وسلوفاكيا التي تثور شكوك حول موقفها من هذا الإجراء..ومن المنتظر أن يتم تفعيل المظلة الجديدة حال موافقة جميع برلمانات دول اليورو عليها إعتبارا من منتصف الشهر الجاري. وسيبحث الوزراء الأوروبيون خلال اجتماع اليوم الاقتراح الذي طرح خلال ا لاجتماع السنوي لصندوق النقد والبنك الدوليين في الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي والداعي إلى الاستعانة بقروض خارجية لرفع سقف مظلة إنقاذ اليورو إلى ألف مليار يورو.. من جانبه قال جان كلود يونكر رئيس وزراء لوكسمبورغ ورئيس مجموعة اليورو إنه سيجري نقاش حول إجراء المزيد من الإصلاحات للمظلة بعد أن يتم التصديق عليها من جميع دول “منطقة اليورو” كما سيجري الوزراء تشاوراً حول اختيار رئيساً جديداً للخبراء الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي خلفا للألماني يورجن شتارك. // انتهى //