أكد عدد من المثقفين ورجال الفكر والأدب أن سوق عكاظ الذي سيطلق صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا للسوق نسخته الخامسة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - يوم 22 / 10 / 1432ه يترجم النهضة الثقافية التي تعيشها المملكة وعدوه إبرازاً حقيقياً للطفرة الحضارية وخارطة لمستقبل الموروث العربي بفضل الله ثم مساعي الدولة - رعاها الله - وجهودها لإعادة وهج هذا التجمع التاريخي والثقافي والتجاري بعد توقف دام أكثر من 1300سنة إلى أن صار يشهد الإقبال الكبير من الشعار والمبدعين والمهتمين بالتراث والثقافة من داخل المملكة وخارجها. وأوضح المشرف العام على فرع وزارة الثقافة والإعلام بمنطقة مكةالمكرمة سعود بن علي الشيخي أن سوق عكاظ بفضل الرعاية والاهتمام من قبل قيادة المملكة ومتابعة سمو أمير مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا للسوق يعد تجسيدًا لمكانة الثقافة على أرض المملكة وتهيئة البيئة المناسبة لاحتضانها والحفاظ عليها ، مشيراً إلى أن هذا الاهتمام ليس بغريب عن شخص سموه فهو رجل الثقافة والأدب والشعر وإحياء سوق عكاظ يعد إضافة للحراك الثقافي وتعزيزاً لما وصلت إليه الحركة الثقافية بالمملكة من نضج وإزدهار وتقدم بفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الذي أولى الثقافة كل الاهتمام والعناية مما ساعد في تهيئة البيئة الخصبة والمناخ الملائم لتألقها وتعديها الحدود المحلية والعربية لتصل إلى العالمية. وشدد على أن معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة عضو اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ يعي الدور الكبير الذي تقوم به المملكة في الحفاظ على مقوماتها الثقافية التي تعد في مقدمة اهتماماتها ، مشيرا إلى ان سوق عكاظ يسلط الضوء على دور المملكة الريادي في نشر الثقافة والاهتمام بها والتعريف بعناصر قوتها وشموخها كما ان السوق يترجم النهضة الثقافية في المملكة ويعد إبرازاً للطفرة الحضارية التي تعيشها والتقدم الذي تمشي في ركابه على جميع الأصعدة والمستويات والذي تألق باهتمامات كل من يحمل هموم الحفاظ على الثقافة والتراث الزاخر الذي تنعم بها المملكة. وأشاد رئيس مجلس إدارة نادي جدة الثقافي الأدبي الدكتور عبد المحسن بن فراج القحطاني بسوق عكاظ ، مبينا أنه كان إلى جانب أنه مكان لقرض الشعر والتفنن في إلقاءه هو كذلك معرض تجاري ومنتدى اجتماع حافل بكل أنواع النشاط ، كما أنه كان منبرًا يبلغ الحاضرُ الغائب بما أُعلن فيها وما عُقد من معاهدات بين القبائل حيث كانت القبائل والعشائر تلتقي في سوق عكاظ ، حيث يدير شؤون كل قبيلة شيوخُها ورؤساؤها ويقضي بين الناس إذا تنازعوا قضاة معترف بهم من أشهرهم أكثم حكيم العرب من كان يُضرب فيه المثل في النزاهة وحب الخير والحكمة وعامر بين الظَّرِب من بني عَدْوان من قيس عيلان وحاجب بن زرارة وعبدالمطلب وأبو طالب والعلاء بن حارثة من بني قريش وربيعة حُذار من بني أسد. وبين أن سوق عكاظ كونه ملتقى للشعراء وحاضنًا لهم ومنبعًا لقرائحهم قد ساهم في إخراج عدد من الأسماء والقصائد الشعرية الكبيرة في تاريخ الأدب العربي وهناك كانوا يتبايعون ويتعاكظون ويتفاخرون ويتحاججون وتنشد الشعراء ما تجدد لهم وقد كثر ذلك في أشعارهم كقول حسان : "سأنشرُ إن حييتُ لهم كلامًا يُنشرُ في المجامع من عكاظ" وممن برز فيه وعلا فيه شأنه النابغة الذبياني الذي ترأس سوق عكاظ وفي ذلك يقول الأصمعي : كان النابغة يُضرب له قبة حمراء من أدم بسوق عكاظ فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها. وذكر أن فكرة إعادة السوق إلى هذا الشكل الحالي مجهود كبير يستحق التقدير حيث أنه كان ولا يزال يحتل مكانه في نفوس العرب فما شاهدناه من معارض متنوعة وبرامج وفعاليات وتواجد كبير من قبل الزوار بلا شك دليل على الأهمية التي يحظى بها السوق ، متمنياً أن يتمخض عن اهتمام المسؤولين بالسوق في أن يصبح ملتقى عالميا ورمزاً ثقافياً ووجهة سياحية يقصدها العديد من الزوار والمصطافين خلال زيارتهم للطائف المأنوس وللمملكة بشكل عام. // يتبع //