بدأت اللجان المنبثقة عن اللقاء التحضيري الأول للقمة الثقافية العربية في بيروت اليوم، جلسات عملها التي تناولت عددا من الموضوعات ذات الاهتمام الخاص بالواقع الثقافي العربي في ظل تحديات العولمة الحديثة سعيا إلى توصيف الوضع الثقافي العربي توصيفا واقعيا لبلورة العديد من المشروعات والأولويات الثقافية التي يمكن طرحها على القمة الثقافية العربية. وتوزعت اللجان بين لجنة إنقاذ اللغة العربية التي بحثت في الأسباب والدوافع الكامنة وراء دخول مفردات عديدة إلى اللغة العربية تعمل على تشويهها إضافة إلى تراجع مستوى القراءة بين الأجيال الصادعة ما حدا بهذه الأجيال للجوء إلى تدجين لغتها بمصطلحات غربية وغريبة الأمر الذي تلاقى ومقاصد لجنة الترجمة التي شددت على أهمية الاطلاع على ثقافة الآخر ونقل فكره إلينا ولكن بتوزان تام مع التعريب بحيث نعرب الأدب والفكر الغربي بالكم والحجم الذي نترجم به نصوصنا. أما لجنة حماية التراث فبحثت في المخزون الفكري العربي وجذوره الثقافية ومساعي وجهود حماية هذه الثقافة التي توراثتها الأجيال وأسست لواقع عربي حمل عددا من أدبائه إلى العالمية وذلك تناغما مع لجنة الإبداع وحماية الملكية الفكرية التي شددت على أهمية الدفاع عن حقوق الكتّاب والأدباء في صون إنتاجهم ووضع القيود أمام أي وسيلة تسعى للانقضاض على المنتوج الفكري للآخر سواء محليا أو خارجيا. من ناحيتها عرضت لجنة رعاية ثقافة الطفل والشباب بالتنسيق مع لجنة القيم وحوار الثقافات للدور الذي تلعبة التربية في تأمين جيل واعٍ على اطلاع دائم بمختلف الانتاجات الثقافية التي تفتح أمامه الدرب لمحاورة الآخر كصديق وليس لمصارعة الآخر كعدو. وركزت لجنة المحتوى العربي الرقمي على شبكة الإنترنت والتوثيق مع لجنة السوق الثقافية العربية المشتركة على أهمية الاطلاع على الثقافة الرقمية في ظل عولمة الكتاب وتحول الكون إلى قرية عالمية خصوصا مع السهولة للشاب أو الطالب أو حتى المثقف والمفكر والأديب للدخول إلى شبكة الإنترنت مع التشديد على أهمية وضع ضوابط لهذه الشبكة خصوصا أنها لا تزال رغم بعض القيود التي فرضتها بعض الدول العربية للحد من فلتانها عرضة للانتهاك في وقت لا تزال الجهود الحثيثة قائمة من أجل الوصول إلى ما يمكن تسميته بالسوق الثقافية العربية المشتركة التي من الممكن أن توفر عبر الانترنت لكل أقطار العالم العربي إمكانية الاطلاع على النتاج الجديد بسهولة ويسر عبر الولوج إلى صفحات هذه السوق العربية الثقافية على الانترنت. وشاركت في جلسات العمل شريحة واسعة من المفكرين والمثقفين والمبدعين والأكاديميين العرب واتحاد الكتاب والأدباء العرب واتحاد الناشرين العرب وممثلون عن المجامع اللغوية العربية ورؤساء المجالس الثقافية الوطنية في بعض الدول العربية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي والهيئة العربية للمسرح مراكز الدراسات والأبحاث المؤسسات الإعلامية مؤسسات وجمعيات ثقافية وأهلية. وتستند أعمال الملتقى إلى نتائج استطلاع رأي المثقفين والمفكرين والمبدعين العرب الذي أعدته مؤسسة الفكر العربي برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بالتعاون المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة /ألكسو/، بالإضافة إلى أبرز ما تضمنته توصيات مؤتمرات القمة العربية السابقة في المجال الثقافي وخطط واستراتيجيات الإصلاح الثقافي التي أصدرتها مؤسسات عربية في إطار دعم تكامل الأدوار والجهود وعدم احتكارهما. // انتهى //