تفتتح «مؤسسة الفكر العربي» الثلثاء 13 تموز (يوليو) الجاري، «اللقاء التحضيريّ الأول للقمة الثقافية العربية» في بيروت، برعاية رئيس المؤسسة الأمير خالد الفيصل، وبحضور وزير الثقافة اللبناني سليم وردة، وممثلي هيئات ومؤسسات ثقافية وسياسية عربية كبرى وحشد كبير من المفكرين، والمبدعين العرب، من مختلف البلدان العربيّة وبعض العواصم الأوروبيّة. وتنظّم المؤسسة اللقاء بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (أليكسو) وجامعة الدول العربيّة. أما الجهات والهيئات الثقافية والفكرية العربيّة المشاركة فهي اتحاد الكتّاب والأدباء العرب، اتحاد الناشرين العرب، ممثلون عن المجامع اللغويّة العربيّة، رؤساء المجالس الثقافيّة الوطنيّة في بعض الدول العربيّة، المنظمة العربيّة للترجمة، المعهد العالي للترجمة، مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، الهيئة العربيّة للمسرح، ومراكز دراسات وأبحاث ومؤسسات إعلاميّة عربية وجمعيّات ومؤسسات ثقافيّة أهليّة. وستتفرّع عن اللقاء 8 لجان عمل هي لجنة إنقاذ اللغة العربية، لجنة حماية التراث، لجنة الإبداع وحماية الملكية الفكريّة، لجنة رعاية ثقافة الطفل والشباب، لجنة تحالف القيم وحوار الثقافات، لجنة المحتوى العربي الرقمي على شبكة الإنترنت، لجنة السوق الثقافية العربية المشتركة، لجنة الترجمة. ويهدف اللقاء الى إقامة الورشة والإسهام في بلورة وتقديم رؤية إجمالية من جانب المجتمع المدني العربي للمشروعات أو القضايا الثقافيّة ذات الأولويّة التي يمكن طرحها على القمة الثقافيّة العربيّة المزمع عقدها السنة المقبلة، إضافة الى الاستفادة من انعقاد اللقاء في حدّ ذاته ومن نتائج استطلاع آراء مثقفين ومؤسسات ثقافية عربية، كانت قامت به «مؤسسة الفكر العربي» بالتعاون الوثيق مع «أليكسو» وجامعة الدول العربية، لإعداد مشروع جدّي للإصلاح الثقافي في العالم العربي من وجهة نظر المجتمعات الأهلية العربية. كما يهدف اللقاء الى التركيز على طرح قضايا ومشروعات ثقافية عربيّة محددة لا تتيح سوى ترجمتها على الأرض، وذلك في إطار التمييز الواجب ما بين الفكر الثقافي والعمل الثقافي. إذ أنّ هدف الجهات المنظّمة، لا سيّما من خلال لجوئها إلى استطلاعات الرأي واستجلاء نتائجها، جعل المثقفين العرب والهيئات الثقافية العربيّة يحدّدان هما أيضاً أولويات المشروعات والقضايا الثقافية التي ينبغي طرحها على القمة الثقافية العربيّة، فتتحقق بالتالي نتائج مشاركة عمليّة ملموسة بين الجميع. على أن تظلّ الأولوية هنا للمشروعات الثقافيّة التي يمكن القيام بها وليس للتنظير الإيديولوجي بتراكماته المجنّحة التي تعوّدنا عليها. وينبغي التنويه بأنّ فكرة انعقاد مؤتمر قمة ثقافيّة عربية للمرة الأولى كان قد بادر إليها رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل، وذلك في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) 2009. وأرسل خطاباً إلى الأمين العام لجامعة الدول العربيّة عمرو موسى الذي ردّ بدوره بخطاب مؤيد الفكرة، داعياً إلى بدء التحضير العمليّ والعدّ العكسي لتنفيذها على أرض الواقع. وفي 24/1/2010، استضافت جامعة الدول العربيّة في مقرّها في القاهرة لقاءً تحضيرياً، جمع عدداً كبيراً من المثقفين والمبدعين العرب، بمشاركة موسى، ورئيس المؤسسة الأمير خالد الفيصل، وطرح مثقفون خلال اللقاء عدداً من الأفكار والمقترحات حول النهوض بقضايا الثقافة العربيّة في شكل عام، وكيفيّة وضع فكرة القمة الثقافيّة العربيّة موضع التنفيذ في شكل خاص.