تفتتح في بيروت بتاريخ 13-14 يوليو الجاري فعاليات "اللقاء التحضيري الأول للقمة الثقافية العربية" التي تنظّمها مؤسسة الفكر العربي والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (أليكسو) بالتعاون مع جامعة الدول العربيّة. وتنطلق الفعاليات برعاية رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل، وبحضور وزير الثقافة اللبناني سليم وردة، وممثلي هيئات ومؤسسات ثقافية وسياسية عربية كبرى وحشد كبير من المفكرين والمبدعين العرب، من مختلف البلدان العربيّة وبعض العواصم الأوروبيّة، ودُعيت للمشاركة في هذا اللقاء الاستثنائي جهات وهيئات ثقافية منها اتحاد الكتّاب والأدباء العرب، واتحاد الناشرين العرب، وممثلون عن المجامع اللغويّة العربيّة، ورؤساء المجالس الثقافيّة الوطنيّة في بعض الدول العربيّة، والمنظمة العربيّة للترجمة، والمعهد العالي للترجمة، ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، والهيئة العربيّة للمسرح، ومراكز دراسات وأبحاث عربيّة عدة، ومؤسسات إعلاميّة عربية، وجمعيّات ومؤسسات ثقافيّة أهليّة عربية عدة، ومبدعون ومثقفون وأكاديميّون عرب. وستتفرع عن اللقاء 8 لجان عمل هي: لجنة إنقاذ اللغة العربية، وهي لجنة حماية التراث، ولجنة الإبداع وحماية الملكية الفكريّة، ولجنة رعاية ثقافة الطفل والشباب، ولجنة تحالف القيم وحوار الثقافات، ولجنة المحتوى العربي الرقمي على شبكة الإنترنت، ولجنة السوق الثقافية العربية المشتركة، ولجنة الترجمة. ويهدف اللقاء/الورشة إلى الإسهام في بلورة وتقديم رؤية إجمالية من جانب المجتمع المدني العربي للمشروعات أو القضايا الثقافيّة ذات الأولويّة التي يمكن طرحها على القمة الثقافيّة العربيّة المزمع عقدها العام المقبل. وثانياً: الاستفادة من انعقاد اللقاء، ومن نتائج استطلاع آراء مثقفين ومؤسسات ثقافية عربية، كانت مؤسسة الفكر العربي قد نفذته بالتعاون مع "الأليكسو" وجامعة الدول العربية لإعداد مشروع جدّي للإصلاح الثقافي في العالم العربي من وجهة نظر المجتمعات الأهلية العربية. وثالثاً: التركيز على طرح قضايا ومشروعات ثقافية عربيّة محددة ومتعيّنة لا تتاح سوى ترجمتها على الأرض، وذلك في إطار التمييز الواجب ما بين الفكر الثقافي والعمل الثقافي. يذكر أنّ مؤسسة الفكر العربي كانت أعدّت ملفاً تحضيريّاً ستقوم بتوزيعه على مشاركي هذا اللقاء وضيوفه، بهدف توفير مادة علمية لهم من شأنها دفع حراك النقاش الجدّي إلى أوجه، وبلورة مزيدٍ من الأفكار العمليّة، والاستفادة الجماعيّة من تصويباتها. يشار إلى أنّ فكرة انعقاد مؤتمر قمة ثقافيّة عربية للمرة الأولى كان قد بادر إليها ووجّه بها رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل، وذلك في الثاني من أكتوبر من عام 2009. وأرسل سموّه خطاباً لأمين عام جامعة الدول العربيّة عمرو موسى بتاريخ 14 أكتوبر 2009، الذي ردّ بدوره بخطاب بتاريخ 29 أكتوبر مؤيداً الفكرة، وداعياً إلى بدء التحضير العمليّ والعدّ العكسي لتنفيذها على أرض الواقع. وفي 24/01/2010، استضافت جامعة الدول العربيّة في مقرّها بالقاهرة لقاءً تحضيرياً، جمع عدداً كبيراً من المثقفين والمبدعين العرب، وطرح المثقفون والمبدعون العرب خلال اللقاء عدداً من الأفكار والمقترحات حول النهوض بقضايا الثقافة العربيّة بشكلٍ عام، وكيفيّة وضع فكرة القمة الثقافيّة العربيّة موضع التنفيذ بشكلٍ خاص. وفي نهاية اللقاء، قام موسى ببلورة الفكرة/المشروع من خلال تشكيل لجنة تحضيريّة من جامعة الدول العربية ومؤسسة الفكر العربي والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو)، لبحث الإعداد العملي والمبرمج للقمة المرتقبة. وفي إطار التعاون المشترك بين المؤسسات الثلاث آنفة الذكر، تمّ في اجتماع تشاوري لاحق (عقد في تونس في 20/04/2010)، وضع منهجيّة لهذا العمل الثقافي. وسيعقب اللقاء التحضيري الأول للقمة الثقافية العربية في بيروت، لقاءان آخران: واحد في تونس وآخر في القاهرة، ينبثق عن الأخير منهما إعلان تاريخ الموعد النهائي لبدء انعقاد القمة الثقافية العربية المرتقبة في العام المقبل..