بدأ قادة الاتحاد الأوروبي سلسة من المشاورات غير الرسمية في بروكسل تسبق بوقت قصير أعمال القمة الاستثنائية المقررة مساء اليوم على مستوى رؤساء دول وحكومات منطقة اليورو. وأجرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في سعي لتنسيق موقفي باريس وبرلين خلال القمة والتي تعد الثانية من نوعها التي يعقدها قادة منطقة اليورو منذ أزمة المصارف عام 2008 . وقال مصدر دبلوماسي في بروكسل ان القمة ستعمل على استخلاص دروس أزمة اليونان وتفعيل آلية الدعم لها وإقناع الرأي العام الأوروبي والعالمي بصلابة التحرك الأوروبي، إضافة إلى العمل على كسر انف أسواق المال ومواجهة المضاربين ووكالات التصنيف . ويرى نفس المصدر إن هذه المهمة تبدو شبة مستحيلة بسبب الخلل الهيكلي الذي انتاب منطقة اليورو والتأخر في الرد على أزمة اليونان التي يعكف على معاينتها زعماء المنطقة منذ بداية العام الجاري دون بلورة فعلية لها . وتجري القمة بشكل استثنائي وسط مناخ من التوتر مرافق لتراجع أداء اليورو ومخاوف بشان تفشي العدوى لدول أخرى . ومن المرجح ان يركز القادة الأوروبيون مشاورتهم على مسالة تشكيل / حكومة اقتصادية أوروبية / ولو إن الآراء تختلف بين الدول وخاصة بين ألمانيا وفرنسا حول ما يمكن أن تتفق عليه وبما في ذلك بشان تعزيز الرقابة على مشاريع الموازنات وتحديد السياسات الضريبية وتعزيز العقوبات على الدول المتسيبة. وكشفت الأزمة اليونانية التي نسفت استقلالية منطقة اليورو بعد إشراك صندوق النقد الدولي في إدارة شؤونها عن وجود هوة فعلية ومتنامية وخطيرة بين دول الشمال بزعامة ألمانيا وبين دول الجنوب الأوروبي ذات الأداء المتواضع كما كشفت ان كل دولة تبقى غيورة على سيادتها في المجال النقدي . ومن المتوقع حسب المراقبين ان تركز أوروبا جهودها في الفترة القليلة المقبلة على ثلاث محاور رئيسة وهي احتواء الاحتجاجات الشعبية في اليونان وتجنب تفشي العدوى اليونانية لدول اخرى وثالثا مواجهة ضغوط أسواق المال. // انتهى //