أوضح صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث أن الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار وبرنامج التقنيات الإستراتيجية تنهج تحديد الأولويات البحثية في مجال تقنية النانو والعناصر الأساسية التي يجب توفرها لخلق بيئة مناسبة لتطبيق واستخدام تقنيات النانو للحاق بالعالم الصناعي المتقدم. وقال سموه خلال الجلسة الختامية لفعاليات المؤتمر العربي حول الآثار الاقتصادية والتنموية للنانو الذي استضافته جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أن الأهداف المرجو تحقيقها من الخطة الوطنية للعلوم والتقنية هو العمل على إنشاء قاعدة وبنية تحتية تتوفر فيها جميع الإمكانات المناسبة وإعداد القوى البشرية المدربة من خلال تطوير المناهج التعليمية والبرامج التدريبية والتعاون الدولي. وأضاف أنه في الوقت ذاته أن تضافر الجهود الحكومية ومراكز البحث العلمي والجامعات والقطاع الإنتاجي يأتي لضمان استغلال تقنية النانو لتطوير ماهو قائم من الصناعات المختلفة واستكشاف وتأسيس وابتكار مواد وتطوير صناعات جديدة بهدف تحول المملكة إلى مجتمع معرفي واقتصاد مبني على المعرفة. من جهته قال ممثل وزارة التجارة والصناعة بالسعودية الدكتور إبراهيم بابللي خلال الجلسة أن الإستراتيجية الوطنية للصناعة بالمملكة استهدفت عدداً من الصناعات ذات الأهمية الإستراتيجية الوطنية للاستثمار فيها في المستقبل القريب كان من أهمها صناعة الطاقة مضيفا أن تقنية النانو تدخل في هذه الصناعة بشكل رئيس بطريقة تمكينية لزيادة الكفاءة ورفع الفاعلية وتقليل الفقد إضافة إلى الإسهامات المحتملة المتميزة لهذه التقنية. وذكر بابللي أنه من المتوقع أن تنمو صناعات تقنية النانو المتعلقة بالطاقة إلى مبلغ يقارب 7.12 مليار دولار لعام 2012 وتورد القائمة التالية أمثلة على تطبيقات لتقنية النانو وجدت طريقاً إلى صناعة الطاقة بمختلف مجالاتها، بما فيها الطاقة التقليدية والمتجددة: صناعة التكرير : المحفزات,الغاز تحويل الوقود الغازي لوقود سائل,طاقة الأمواج: طلاء مقاوم للتلوث,الطاقة النووية: مواد مقاومة للإشعاع,طاقة الرياح: تخفيف وزن أذرعة المراوح وزيادة قوتها,الطاقة الشمسية:الخلايا الكهروضوئية,الطاقة الكهربائية: كوابل عديمة المقاومة الكهربائية وعالية القوة الميكانيكية,الطاقة الحرارية الجوفية: مواد عالية التوصيل الحراري. من جانب آخر قال مدير مركز التقنيات متناهية الصغر "النانية" بجامعة الملك عبدالعزيز ورئيس الجمعية السعودية لعلوم الطيران والفضاء الدكتور سامي سعيد حبيب خلال الجلسة الختامية أنه أصبح من المسلمات لدى المجتمع العلمي والتقني العالمي أن يقال بأن التقنيات متناهية الصغر "النانو" ستكون أساس الثورة الصناعية القادمة لافتاً إلى أن البشائر التطبيقية لهذه الثورة الصناعية القادمة بدأت تظهرهنا وهناك من مختلف أنحاء العالم وفي شتى المجالات المعيشية التي تلامس حياة عامة الناس في شتى أصقاع الأرض بداية من الأغذية والملابس والمواد التجميلية ، ومروراً بالطب والعلاج، وفي الحاسبات وأجهزة الاتصالات، وفي طلاب السيارات والنوافذ وغيرها. وبين حبيب أن تقنيات النانو تشكل بالنسبة للعالم العربي فرصتين تاريخيتين لا تعوضان تتمثل في تحقيق قدر من الاستقلالية التقنية الصناعية , فالتقنية لاتزال في طور بدايات التطبيقات العملية والتطوير العلمي والتقني لتقنيات النانو ومن المتوقع أن يستمر هذا التطوير على مدى الأربع العقود القادمة بالإضافة إلى أن هناك فرصة سانحة لتحويل تقنيات النانو إلى أحد أهم روافد التنمية المستدامة في العالم العربي نظراً لأن حجم السوق العالمية من منتجات النانو ستبلغ ربما خلال عقد واحد فقط الترليونات من الدولارات. فلو أخذ العالم العربي بنصيبه العادل من السوق الواعدة فسيجني مئات المليارات كما سيوفر مئات الألوف من الوظائف النوعية المرموقة. // انتهى //