ترأس الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون نهار الاثنين المقبل أول اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، ومنذ استلامها منصبها الجديد ووفق بنود اتفاقية لشبونة للوحدة الأوروبية، وسط مناخ من التشيك المتصاعد في قدرة الاتحاد الأوروبي الفعلية على إرساء نهج موحد وفاعل في مجال السياسة الخارجية وشؤون الأمن والدفاع. وتواجه الدبلوماسية الأوروبية اختبارات دقيقة ومحددة، ولا تبدو دول الاتحاد الأوروبي منفردة أو بشكل جماعي قادرة على الرد عليها حاليا لعدة أسباب مرحلية أو مزمنة وهيكلية. وألقت الأزمة الإنسانية والسياسية التي تمر بها هايتي ،على اثر الزلزال العنيف الذي ضربها منذ أسبوعين، بضلالها على التحركات الأوروبية حيث تأخر الرد الأوروبي بشكل أثار العديد من التساؤلات داخل القارة الأوروبية وخارجها بشان مصداقية الدبلوماسية الأوروبية الجديدة ومستقبل تحرك أوروبا على الصعيد الدولي. وكانت الدوائر الاتحادية الأوروبية واجهت امتحانا صعبا خلال قمة المناخ في ديسمبر الماضي في كوبنهاجن ، عندما فضل الشريك الأمريكي بشكل مفتوح التنسيق مع مجالات دولية أخرى علنا وخاصة الصين و تسبب في إجهاض الدور الأوروبي خلال المؤتمر في وقت وضعت فيه مؤسسات الاتحاد الأوروبي ودوله من إدارة ملف التقلبات المناخية أحد أوليات تحركها على الإطلاق. وكررت الحكومة الأمريكية نفس الأمر في إدارتها لتداعيات الزلزال الأخير في هايتي، وفضلت التعامل مباشرة مع كل من كندا والبرازيل ،وامتنعت بشكل متعمد عن اي تنسيق مع الشريك الأوروبي رغم الروابط والتجربة التاريخية للأوروبيين في هايتي. ويقول الدبلوماسيون الأوروبيون إن اجتماعات وزراء الخارجية لدول التكتل السبع والعشرين المقررة يوم الاثنين المقبل ستمثل مناسبة للاتحاد الأوروبي لتلافي مزيد من التهميش في إدارة أزمة هايتي. ولكن ضعف القدرات الأوروبية وخاصة في مجال المساهمة المباشرة في بسط الاستقرار في هايتي يدفع إلى الشك في القدرة الفعلية لدول الاتحاد الأوروبي على انتزاع مكانة متقدمة في إدارة أزمة هايتي. // يتبع //