يسعى المسؤولون الأوروبيون في بروكسل إلى توفير الظروف الضرورية، السياسية والنفسية التي تمكّن الإتحاد الأوروبي ومختلف مؤسساته من استعادة مناخ من الثقة الفعلية وتحديد إستراتيجية متقدمة قادرة على تمكين الاتحاد من مواجهة الأزمة الاقتصادية أولا وتجاوز التناقضات المؤسساتية المتنامية داخله ثانيا. ويعقد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين قمة استثنائية يوم الخميس المقبل في بروكسل على خلفية تنامي القلق المتولّد عن أزمة الديون العامة اليونانية أولا و الجدل بشأن صلابة المؤسسات الإتحادية الأوروبية الجديدة التي استحدثتها اتفاقية لشبونة وبعد أن تعددّت مظاهر التصادم بين كبار المسؤولين الأوروبيين ثانيا. ويرى رئيس الاتحاد الأوروبي البلجيكي هرمان فان رومباي الذي دعا إلى هذا الاجتماع الاستثنائي أن ساعة إبداء تضامن أوروبي شامل وفي كافة المجالات قد دقت وانه يجب معالجة الأزمة الاقتصادية الحالية بشكل جماعي ووضع حد للخلافات المؤسساتية بشكل عملي ومستدام. وتمثل القمة الأوروبية التي تنعقد بعد ثمان وأربعين ساعة فقط من مصادقة البرلمان الأوروبي على المفوضية الأوروبية الجديدة اليوم في ستراسبورغ اختبارا فعليا لمصداقية الاتحاد الأوروبي ،والذي يتعرض لضغوط داخلية وخارجية من المشككين في أطروحات الاندماج الأوروبي على الصعيد الداخلي ومن الإطراف التي ترفض تمكينه من دور عالمي على الصعيد الخارجي. ومرّ الاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة بثلاث أزمات ثقة جوهرية تزامنت مع تصاعد حدة الأزمة المالية وتمثلت الأزمة الأولى في فشل الدول الأوروبية في فرض موقف مشترك خلال قمة كوبنهاجن للمناخ في ديسمبر الماضي والأزمة الثانية في تأخر الرد الأوروبي على زلزال هايتي يوم 12 يناير الماضي وما أعقب ذلك من نقاش علني بشأن مصداقية السياسة الخارجية الأوروبية الجديدة. وأضاف قرار الرئيس الأمريكي بارك اوباما بإلغاء لقاء على مستوى القمة مع زعماء الإتحاد الأوروبي كان مقررا في مدريد نهاية شهر مايو المقبل من مشاعر الإحباط الأوروبية. // يتبع //