بدا وزراء التنمية والتعاون لدول التكتل الأوروبي السبع والعشرين اجتماع طارئا في مقر المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل في سعي لتنسيق تحركات دولهم لتقديم المساعدات الضرورية لدولة هايتي التي تعرض لزلزال عنيف يوم الثلاثاء الماضي وأدى إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة. وترأس الاجتماع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون وبحضور وزير خارجية اسبانيا ميغوال انجيل موراتيونس الذي تتولى بلاده الرئاسة. وتواجه الدول الأوروبية منفردة والاتحاد الأوروبي كتكتل انتقادات حادة بسبب تأخر الرد الأوروبي على تداعيات الزلزال في هايتي وشح الإمكانيات والوسائل التي وضعها الأوروبيون لإغاثة هذا البلد مقارنة مع تجمعات دولية أخرى وخاصة الولاياتالمتحدة. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل ان الاتحاد الأوروبي وفي مواجهة هذه الانتقادات يخطط للإعلان عن تكريس ما يناهز المائة مليون يورو كمساعدة لهايتي وبما في ذلك المساهمة في جهود إعادة الاعمار. وتقول منظمات الإغاثة الدولية إن الجهود الأوروبية انكبت حتى الآن على إعادة الرعايا الأوروبيين وإجلائهم من هايتي أكثر مما تركزت على تقديم الإغاثة للمنكوبين من الزلزال. وتتعرض جهود الإغاثة الأوروبية لمنافسة مفتوحة من قبل الولاياتالمتحدة التي أحكمت سيطرتها أمنيا وعسكريا وسوقيا على هايتي ونشرت أكثر من عشرة آلاف عسكري هناك والعديد من القطع الحربية وقامت بالسيطرة عى مطار الجزيرة مما يتيح لها توجيه وتنظيم المساعدات الدولية. ويدعو الأوروبيون حاليا في خطوة أولى إلى الرفع من درجة التدخل الأوروبي حيث اقترحت فرنسا اليوم إرسال ألف من رجال الدرك الأوروبيين الى هايتي..كما تريد الدول الأوروبية التي قررت إرسال مفوض شؤون التنمية الى هايتي تمكين الأممالمتحدة تدرجيا من استعادة السيطرة على الأوضاع..ومن المرجح أن تشهد الفترة القليلة المقبلة احتداما للمنافسة الأوروبية الأمريكية حول هايتي وخاصة خلال مؤتمر إعادة الاعمار المقرر ليوم 25 يناير الجاري في مونتريال بكندا والذي سيتم خلاله إقتسام عملية إعادة الاعمار بين المؤسسات الأوروبية والأمريكية. // انتهى //