تشهد العلاقات الأوروبية - الأمريكية أزمة دبلوماسية صامتة ولكنها فعلية على خلفية جهود الإنقاذ الجارية حاليا للمتضررين من الزلزال العنيف الذي ضرب دولة هايتي في منطقة بحر الكاريبي الثلاثاء الماضي وتسبب في خسائر بشرية وإضرار مادية جسيمة. ويعقد وزراء التنمية والمساعدات الإنسانية لدول الاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئا في بروكسل يوم غد في مسعى لتنسيق التحركات الأوروبية تجاه هايتي وتوحيد جهود الدول وهيئات الإغاثة الأوروبية من جهة والسعي لبلورة موقف موحد للتعامل مع الشريك الأمريكي في إدارة أزمة هايتي من جهة أخرى. وأعلنت الولاياتالمتحدة من جانب واحد سيطرتها العسكرية على إدارة الوضع في جهورية هايتي وقررت تكريس جهود بشرية ومالية وعسكرية غير مسبوقة على خلاف دول الاتحاد الأوروبي التي واجهت صعوبة كبيرة طوال الأيام الأربعة الماضية في صياغة إستراتيجية تحرك جماعية وفي تكريس الإمكانات الضرورية في مثل هذه الحالات. وفيما اتهمت بعض الأطراف الأوروبية ومنها فرنساالولاياتالمتحدة بأنها أعاقت وصول الامتدادات الفرنسية فإن الاتحاد الأوروبي كتكتل يسعى لاحتواء أية أزمة مع الولاياتالمتحدة في هذه الفترة ولكنه يريد بوضوح توظيف الأزمة الإنسانية في هايتي لتكريس عدد من الخيارات الخاصة به في مجال السياسية الخارجية. ويقول دبلوماسي أوروبي في بروكسل ان الزلزال الذي ضرب هايتي والخسائر الجسيمة التي تسبب فيها بشريا وماديا يمثل الاختبار العملي الأول للسياسة الخارجية الأوروبية الجديدة تحت اشرف البريطانية كاثرين اشتون. وفيما توجهت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى هايتي وبدأت في الإشراف شخصيا على إدارة توزيع الإمدادات الأمريكية لهذا البلد فإن أول مسئول أوروبي لن يصل إلى هايتي سوى بعد غد الثلاثاء ويتمثل في مفوض شؤون المساعدات الأوروبي الحالي كارل ديغوت. // يتبع //