ضمن فعاليات مهرجان العلا التراثي الأول الذي ينظمه جهاز تنمية السياحة بمنطقة المدينةالمنورة وبحضور مستشار رئيس هيئة السياحة والآثار لشؤون المناطق الدكتور خالد طاهر ألقى أستاذ آثار الجزيرة العربية وتاريخها القديم وعضو مجلس جهاز التنمية السياحة بمنطقة المدينة الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري الليلة الماضية محاضرة بعنوان ( رؤى في تاريخ العلا ) وذلك بالقرية التراثية بمحافظة العلا . واستعرض الدكتور الانصاري في محاضرته الظهور التاريخي للحضارة في العلا والذي يعود إلى ماقبل الميلاد بآلاف السنين وظهور عدة حضارات تعاقبت خلالها عدة دول منها مملكة ديدان ومملكة لحيان ودول معين والأنباط بها مدائن صالح أو قرى صالح أو الحجر وهي تسميات تطلق على مكان قوم ثمود والأنباط حيث مقابرهم المنحوتة في الجبال بطريقة غاية في الجمال والغرابة ، ورد ذكرها في القرآن الكريم مثل حاضرة ثمود قوم نبي الله صالح عليه السلام وسكنها فيما بعد الأنباط وازدهرت كثيرا في عهدهم وتبعد عن العلا حوالي 20 كم تقريباً ناحية الشمال ، وتتميز بالواجهات المعمارية المنحوتة بالصخور ذات الأنماط المعمارية المميزة بإشكالها الهندسية التي تعرف عند أهل المنطقة بالقصور لروعة النحت وجماله . وتطرق الدكتور الأنصاري خلال محاضرته إلى الموقع الجغرافي للعلا ومدائن صالح وأثرها الاقتصادي في بروز تلك الحضارات وتوسعها وكانت أهمية العلا والحجر مدائن صالح بشكل عام بالغة لوقوعها على طريق التجارة القديم فنجدهما في العصور القديمة تتحكمان في حركة النقل التجاري بين الشمال والجنوب وفي العصور الإسلامية كانتا محطتان من محطات طريق الحج الشامي ، كما ناقشت المحاضرة ابرز الآثار في مدائن صالح والآراء العلمية المطروحة حولها ، إلى جانب نظام الري في القنوات القديمة واعتماد أهلها وبشكل كبير ورئيس على الزراعة وذلك لعدة أسباب أهمها خصوبة أرضها ووفرة مياهها وقد كانت تجري في العلا عدة عيون بلغت أكثر من أربعين عيناً ، حيث كانت توزع مياه العيون وفق نظام للري دقيق وجميل في نفس الوقت وتوزع تلك المياه على أهل المنطقة من قبل مجلس خصص لذلك، وتسمى كل حصة ب الوجبة فهناك الوجبة وهي أربع وعشرون ساعة، ونصف الوجبة وهي أثنى عشر ساعة، وربع الوجبة هي ست ساعات، ويكون نصيب كل شخص حسبما يملكه من مساحة زراعية ويستعينون بتوزيع الوجب او الحصص بالساعة الشمسية أو الطنطورة كما كانت تسمى قديماً . // انتهى // 1348 ت م