تعكس المهرجانات الوطنية للتراث والثقافة التي ينظمها الحرس الوطني في الجنادرية كل عام ملامح الثقافة والتراث في المملكة العربية السعودية لتصبح مناسبة وطنية تمتزج في نشاطاتها عبق تاريخها المجيد بنتاج حاضرها الزاهر. وانبثقت فكرة المهرجان الذي يضم قرية متكاملة للتراث والحلي القديمة والأدوات التي كان يستخدمها الإنسان السعودي في بيئته قبل أكثر من خمسين عاما ومعارض للفنون التشكيلية من الرغبة السامية في تطوير سباق الهجن السنوي الذي اكتسب ذيوعا وربط المواطن السعودي بماضي أبائه وأجداده وتعريفه بالوسائل التي كانوا يستخدمونها في السابق في حياتهم اليومية البسيطة وفي أعمالهم ومهنهم وحرفهم التي كانت مصدر الرزق لهم . وأثبت تلك المهرجانات التي انطلقت قبل ربع قرن تفاعلها مع قضايا الأمة الفكرية والثقافية لتصبح واحدة من أهم الفعاليات الثقافية العربية بل والعالمية من خلال طرحها لقضايا ثقافية إنسانية واستضافتها سنويا للنخب الفكرية العربية والإسلامية إلى جانب النخب الوطنية . وتؤكد الرعاية الملكية لهذه المهرجانات الأهمية القصوى التي توليها قيادة المملكة لعملية ربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الإنساني الكبير الذي يشكّل جزء كبيرا من تاريخ البلاد . وتحضر الثقافة السعودية بكل تجلياتها بقوة في هذا المهرجان, الذي يجمع في رحابه الأزياء الشعبية والعادات والتقاليد والموروث المكتوب والشفهي ومختلف الصور التي تمثل جوانب الحياة الاجتماعية المختلفة في المجتمع السعودي. ولأن دروب الثقافة والتراث لا تسلك إلا بالكلمة التي تعطيهما عممقها, فإن الندوات والمحاضرات والشعر النبطي بقصائده وترانيمه وبوحه الجميل, ستكون كلها تلك الجسور الممتدة, التي تقود نحو مغارات الموروث الثقافي للمملكة. وتستمد الجنادرية التي تبعد نحو 30 كيلومترا عن مدينة الرياض وارتبط إسمها بالمهرجان ألقها من روائح وعطر وسحر المكان المستمد أيضا من سحر الفلكلور الشعبي المتنوع, ومن إبداعات العاملين بمهن صناعات الفخار, وتجليد الكتب , وصناعة السروج, والمسابح, والأختام, والسلال, والرماح, والسيوف, وتربية الصقور والإبل وغيرها. وكأنما هو التمرين على التميز في الجنادرية. ويستمتع زوار الجنادرية على مدى نحو أسبوعين بعروض الفنون الشعبية والثقافية والتراثية والفنية والترفيهية المتنوعة من مختلف مناطق المملكة. ويعيش من عاصر الأباء والأجداد الموروث الثقافي والشعبي الذي كان سائدا في عقود مضت فيما يتعرف الجيل الجديد على عادات وتقاليد الآباء والأجداد والحرف والمهن التي كانت سائدة آنذاك ووسائل تنقلاتهم وأساليب الري والزراعة قبل ظهور الوسائل الحديثة والتقنيات المتطورة التي نعيشها اليوم. //يتبع// 1015 ت م