أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم أن إسرائيل لا تريد من التهدئة مع الفلسطينيين وإنما ترغب في تسكينهم وتعويدهم على القبول بممارساتها العدوانية واستفزازاتها في غزة والضفة والقدس دون مقاومة وهو ما لا يتفق مع مفهوم التهدئة أو روحها لتحقيق هدف تحسين الأجواء والثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تمهيدا لمفاوضات خلاقة تنجب تسوية سلمية عادلة. وأشارت الصحف في هذا السياق إلى الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة والتي أسفرت عن مقتل أثنين من الفلسطينيين وإصابة آخرين وكذلك مهاجمة المستوطنين الإسرائيليين للقرى الفلسطينية في الخليل بالضفة الغربية وإصابتهم ل 13 فلسطينيا بجراح وتخريبهم للمنازل والسيارات وسائر الممتلكات الفلسطينية وتدنيسهم المساجد بعبارات الاستفزاز والاستهزاء. وقالت // إن كل هذه الممارسات العدوانية الناطقة بالتحدي والاستعلاء وقعت خلال ساعات قلائل من أمس الأول دون اكتراث من الجانب الإسرائيلي بالتهدئة التي توصلت إليها مصر بجهد جهيد مع فصائل المقاومة الفلسطينية من أجل وقف دائرة العنف بين الجانبين ورفع الحصار المفروض على غزة ظلما وعدوانا //. وفي شأن ظاهرة القرصنة البحرية قالت الصحف // إنه بالقرار رقم 1846 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي الثلاثاء الماضي تدخل المواجهة للقرصنة البحرية في المياه الإقليمية للصومال منحنى جديدا إذ لأول مرة تبادر المنظمة الدولية باتخاذ إجراء عملي ضد أعمال القرصنة التي تمارس في شرق الصومال ضد التجارة الدولية وهو إجراء قد يشكل أساس الجهد الدولي لمواجهة أعمال العنف الخارجة عن القانون في المياه الإقليمية والدولية منذ نهاية عصر القرصنة البحرية//. ولفتت إلى حيرة المشرعين الدوليين في البحث عن بنود في القانون البحري لمعاقبة القراصنة وهو ما لم يجدوه ليتم الاستناد إلى معاهدة قمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة الملاحة البحرية والتي قد تسمح بمقاضاة القراصنة وتوفر الاختصاص اللازم للدول الأعضاء في المعاهدة. ورأت أن القرار الذي سيسمح للدول والمنظمات الإقليمية بدخول المياه الإقليمية الصومالية لمواجهة أعمال القرصنة والسرقة المسلحة في البحر لمدة عام كامل جاء في توقيت مناسب ليمنح أساسا قانونيا لعملية أطلانطا التي ينوي الاتحاد الأوروبي إطلاقها يوم الأحد المقبل بإرسال 4 أو5 سفن إلى الصومال للعمل تحت قيادة أوروبية يكون مقرها بريطانيا لمحاربة القراصنة. وقالت // إن مشكلة القرار أنه سمح لدول ومنظمات إقليمية بدخول المياه الإقليمية الصومالية ولم يعلن عن جهد دولي واضح يشارك فيه العالم كله في عملية مواجهة القراصنة معربة عن استغرابها من أنه في الوقت الذي استغلت فيه أمريكا قرار مماثل لغزو العراق تحت مبررات واهية فإنها تمتنع الآن عن مواجهة خطر يهدد السلم والأمن الدوليين وحرية الملاحة البحرية في العالم وتعلن أن القوات الأمريكية الموجودة في الخليج العربي وتتجول في المنطقة ليست مهمتها أن تطارد القراصنة//. وأكدت الصحف المصرية أن ما يحدث في شرق الصومال يحتاج جهدا دوليا موحدا وليس فقط لجهد الإتحاد الأوروبي وذلك لدرء الشبهات في أطماع لتلك القوة أو تلك في السيطرة والسيادة على شرق إفريقيا وهي منطقة بالغة الحيوية لعبور النفط من الخليج وإيران إلى غرب العالم. وقالت // إن هذا بمثابة إعلان عن بدء التدخل الدولي في شرق الصومال في غياب مشاركة عربية موحدة لمواجهة المشكلات التي تهدد الأمن الإقليمي العربي وفي ظل تردد عربي متكرر عن اتخاذ قرارات موحدة لمجابهة أي خلل في الأمن الإقليمي العربي لتترك الدول العربية القوى الدولية تمرح في مياهها الإقليمية وتعطيها تفويضا واضحا لها لمواجهة أي خروج علي القانون الدولي بالقوة المسلحة على أساس المعادلة الشهيرة ضمان تدفق النفط مقابل تحقيق الاستقرار السياسي وهي معادلة قد لا يصح الركون إليها زمنا طويلا. وخلصت إلى التأكيد بأن الأزمات تحيط بالعالم العربي وتحتاج إلى تحرك موحد لا يلقي بالعبء على قوة خارجية مشددة على أن ما يحدث في شرق الصومال هو هم عربي فالصومال دولة عربية عضو في جامعة الدول العربية وكان من الأحرى أن تنطلق مبادرة المواجهة من العرب أنفسهم قبل أن يعيد الأوروبيون مرة أخري تنشيط دورهم الاستعماري السابق في المنطقة بصورة جديدة ومختلفة. //انتهى// 1221 ت م