أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم أن أزمة القرصنة في خليج عدن والبحر الأحمر ربما كانت مناسبة لدق أجراس الخطر للتنبيه إلي خطورة ترك النزاعات العسكرية الأهلية داخل الدول تستفحل وتتضخم مشيرة الى أن ما يجري في مدخل البحر الأحمر من هجوم القراصنة على السفن التجارية وإختطافها سعيا للفدية هو تطور طبيعي لإهمال المجتمع الدولي لمشكلات الصومال الداخلية فكانت النتيجة ان تحولت هذه الفصائل المسلحة المتقاتلة الي عصابات تخطف وتهدد وتثير الخوف والقلق في نفوس الجميع. وقالت إذا ظل المجتمع الدولي مكتوف اليدين يكتفي فقط بالشجب والإدانة دون اتخاذ اجراءات حقيقية فعالة فسيوسع القراصنة نشاطهم الإرهابي طمعا في المزيد من المال لأن الشعب الصومالي لم يعد لديه ما يخسره وبالتالي قد يتحول بعض أبنائه الى القرصنة للحصول على المال اللازم لهم مطالبة المجتمع الدولي بالسعي لعلاج مشكلات هذه الشعوب من جذورها وإذا كانت بعض القوى الكبري قد أعطت لنفسها الحق في غزو واحتلال دول أخري بحجة مكافحة الإرهاب فإن على هذه القوى ان تتحمل مسئوليتها الآن في مواجهة ما يجري في خليج عدن كما فعلت من قبل في الخليج العربي. واضافت الصحف قائلة إنه من اللافت للنظر في الاجتماع التشاوري الذي شهدته القاهرة يوم أمس الأول أن أكد المجتمعون ضرورة احترام سيادة دولة الصومال ووحدة وسلامة أراضيها لإنهم يدركون ان القرصنة هي عرض لمرض وهذا المرض هو تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في الصومال مبينة أن وزارة الدفاع الأمريكية قالت ان إستخدام القوة العسكرية لا يعد ردا مناسبا على تصاعد أعمال القرصنة في القرن الإفريقي وصعوبة إيجاد حل عسكري لقضية القرصنة . وانتقدت الصحف المصرية تناسي المجتمع الدولي لقضية الصومال الذي شهد حروبا أهلية طاحنة بسبب صراعات داخلية ومؤامرات خارجية وأقليمية استهدفته لتمزيقه وتغذية صراعاته. ورأت إن مطالبة المجتمع الدولي بوقف الاقتتال الداخلي في الصومال وتشكيل حكومة وحدة وطنية وخروج القوات الاجنبية المحتلة من أراضيه ليست في اهتماماته حاليا اذ اكتفى بعد طول نسيان للقضية وتذكر بلد مثل الصومال بعد انتشار عمليات القرصنة البحرية على سواحله ليفرض عقوبات على جماعات وشخصيات صومالية متهمة لا أحد يدري ممن بالعمل على استمرار المعارك بينما الاحتلال قائم يتحدى السيادة بتشجيع من الولاياتالمتحدةالأمريكية دون أن تمسه عقوبات مجلس الأمن. وخلصت قائلة إن مجلس الأمن لم يفتح ملف الصومال من جديد الا بعد ظاهرة استفحال القرصنة البحرية وتهديدها للملاحة البحرية الأمر الذي سيؤثر على أمن وسلامة الإبحار في البحر الأحمر ويهدد أمن عدد من البلدان المطلة عليه مشيرة الى أن القرصنة ظاهرة نجمت عن التراخي الدولي والتحريض الأمريكي عندما انهارت الدولة الصومالية والثانية عندما اشتعلت القرصنة قرب سواحلها . // انتهى // 1040 ت م