يحتفل الجزائريون اليوم بالذكرى السادسة والأربعين للإستقلال الذي يتزامن سنويا مع الخامس من شهر يوليو وهو يوم يمثل لدى الشعب الجزائري نهاية حقبة استعمارية دامت 132 سنة مارس خلالها الإستعمار الفرنسي أبشع أساليب التنكيل والتقتيل والتعذيب وانتهج بموازاة ذلك سياسة المسخ والتشويه ضد أقدس ما يملكه الجزائريون وهو دينهم الإسلامي الحنيف وثقافتهم الأصيلة حيث عمد المستعمرون منذ أول يوم وطئت فيه أقدامهم أرض الجزائر إلى تحويل المساجد إلى كنائس وتحويل بعض بيوت الله إلى ثكنات وأخرى إلى إسطبلات لإيواء الحمير والبغال التي كان يستعملها الفرنسيون في قضاء مآربهم . وبهدف تحرير البلاد أعلن الجزائريون الجهاد ورفعوا راية الله أكبر طيلة سنوات الإستعمار الطويلة التي انتهت بإعلان الإستقلال في الخامس من شهر يوليو عام 1962 بعد ثورة مباركة أنطلقت في الفاتح من شهر نوفمبر سنة 1954 استشهد خلالها مليون ونصف مليون جزائري كان شعارهم النصر أو الإستشهاد في سبيل الله . وقد برمجت وزارة المجاهدين وكذا المنظمة الوطنية للمجاهدين ومنظمة أبناء الشهداء العديد من النشاطات الثقافية والرياضية فضلا عن إلقاء عشرات المحاضرات التاريخية عبر مختلف جهات الوطن من طرف مؤرخين ومجاهدين وأساتذة جامعيين تخليدا ليوم الإستقلال وعرفانا بجهاد الآباء والأسلاف . من جهتها تنظم الكشافة الإسلامية الجزائرية زيارات لمقابر الشهداء ونشاطات ترفيهية للأطفال ومسابقات فكرية لتذكيرهم بتاريخ الجزائر الناصع وربطهم به . ومن المنتظر أن يلقي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة خطابا للأمة يتناول فيه أهم القضايا التي تشغل بال الجزائريين فضلا عن الإعلان عن قرارات تخص حاضر ومستقبل الوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي للبلاد..كما ستنظم رئاسة الجمهورية بهذه المناسبة حفل استقبال يتبادل فيه الرئيس التهاني مع المجاهدين وأعضاء حكومته وكبار المسؤولين في الدولة فضلا عن ممثلي المجتمع المدني والشخصيات الدينية والوطنية والسياسية والعلمية والرياضية وكذا السفراء العرب والأجانب المعتمدين بالجزائر . وسيتم بهذه المناسبة تكريم كبار المجاهدين من قبل وزير المجاهدين محمد الشريف عباس وكذا ترقية ضباط الجيش الوطني الشعبي من قبل القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة . وتستمر فعاليات الإحتفال بذكرى الإستقلال طيلة شهر كامل عبر مختلف جهات البلاد وكذا بالسفارات الجزائرية بالخارج فضلا عن تنظيم تظاهرات ثقافية وتاريخية مخلدة لهذا اليوم المبارك في أوساط الجالية الجزائرية المهاجرة ولاسيما بالدول العربية والأوروبية . //انتهى// 1203 ت م