يبدي التكتل الأوروبي وعلى مختلف مستويات اتخاذ القرار تمسكا بتنفيذ التزاماته في مجال الركون إلى الوقود الحيوي وبالرغم مما يثيره هذا الخيار المثير للجدل من انتقادات حادة بسبب تداعياته وآثاره المباشرة في رفع أسعار المواد الغذائية الأساسية وما يمثله ذلك من آفاق زعزعة وانعدام للاستقرار في العديد من مناطق العالم. وقالت المتحدثة باسم المفوضية الاوروبية في بروكسل بربرة هيلفريش في إيجاز صحفي انه ليس من الوارد ان يتخلى التكتل الأوروبي وفي المرحلة الحالية عن خيار الوقود الحيوي. ويقول الأوروبيون إنهم يأملون الحصول على الوقود الحيوي من النباتات المزرعة ليمثل زهاء عشرة في المائة من مجمل استهلاك الطاقة في التكتل الأوروبي مع مطلع عام 2020 والمساعدة بذلك في الحد من الاحتباس الحراري وتسرب ثاني اوكسيد الكربون. ولكن جمعيات ومنظمات حماية البيئة في أوروبا نفسها تنتقد هذا الخيار وتعتبر ان تكاليف الوقود الحيوي ستكون باهظة من ناحية حماية البيئة بسبب نقل وتخزين هذا الوقود . كما ان المنظمات غير الحكومية والعديد من الخبراء يعتبرون الركون للطاقة الحيوية ضربة موجعة لإنتاج المواد الغذائية الأساسية مثل القمح والحليب واللحوم ومشتقاتها والتي باتت تسجل ارتفاعا غير مسبوق في الأسواق الاوروبية والعالمية والتزمت دول التكتل الأوروبي خلال قمة على مستوى رؤساء الدول والحكومات في يونيو من العام الماضي في بروكسل بتخفيض ما نسبته عشرين في المائة من التسرب الحراري مقارنة مع ما هو متعارف عليه حاليا. ويخطط التكتل حسب نفس توصيات تلك القمة إلى إنتاج ما يمثل عشرين في المائة من استهلاكه من الطاقة بالاعتماد على الطاقة المتجددة ومنها عشرة في المائة من الوقود الحيوي. وتواجه الدوائر الاتحادية في بروكسل موقفا مستعصيا حاليا بسبب النتائج التي تمخضت عنها مجمل الدراسات الموضوعية والتي تشير الى خطورة الركون الى القطاع الزراعي لإنتاج الطاقة. وتشهد العديد من دول العالم تصاعدا مخيفا لحاجياتها من الأغذية والتي بات يتم تحوليها لاستخراج الطاقة. //يتبع// 1901 ت م