يقوم حجاج بيت الله الحرام لدى مبيتهم في مزدلفة بعد الإفاضة من عرفات بجمع حصيات لرميها بالجمرات الثلاث في منى ابتداء بجمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات ثم في اول أيام العيد يرمي الحجيج الجمرة الصغرى والوسطى والكبرى بسبع حصيات لكل منها ثم يكرر ذلك في اليوم الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة . والحصيات التي يجمعها الحاج لرمي الجمرات ذات مواصفات معينة في حجمها بحيث تكون مقاربة لحجم حبة الحمص وتكون سبع حصيات لكل جمرة من الجمرات الثلاث . وسميت ب / جمرة / مستمدة من معنى اجتماع القبيلة الواحدة على من ناوأَها من سائر القبائل; ومن هذا قيل لمواضع الجِمَارِ التي ترمى بِمِنًى جَمَراتٌ لأَن كلَّ مَجْمَعِ حَصًى منها جَمْرَةٌ فالجَمَراتُ والجِمارُ هي الحَصياتُ التي يرمى بها في الجمرات، وواحدتها: جَمْرَةٌ، و المُجَمَّرُ: موضع رمي الجمار هنالك . وقد سئل أَبو العباس عن الجِمارِ بِمِنًى فقال: أَصْلُها من جَمَرْتُه ودَهَرْتُه: إِذا نَحَّيْتَهُ. و الجَمْرَةُ واحدةُ جَمَراتِ المناسك، وهي ثلاث جَمَرات يُرْمَيْنَ بالجِمارِ. والجَمْرَةُ: الحصاة. و التَّجْمِيرُ رمْيُ الجِمارِ. وأَما موضعُ الجِمارِ بِمِنًى فسمي جَمْرَةً لأَنها تُرْمي بالجِمارِ، وقيل: لأَنها مَجْمَعُ الحصى التي ترمي بها من الجَمْرَة، وهي اجتماع القبيلة على من ناوأَها، وقيل: سميت به من قولهم أَجْمَرَ إِذا أَسرع; ومنه الحديث: "إِن آدم رمى بمنى فأَجْمرَ إِبليسُ بين يديه". والجمرات الثالث في منى هي عبارة عن أعمدة حجرية وسط أحواض ثلاث، تشكل علامات للأماكن التي ظهر بها الشيطان، ورماه سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث تبعد المسافة بين جمرة العقبة والجمرة الوسطى نحو / 247 / مترا وبين الجمرة الوسطى والجمرة الصغرى نحو / 200 / مترا . أما الأحواض التي حول الأعمدة فإنها بنيت بعد سنة 1292ه لتخفيف الزحام، ولجمع الحصى في مكان واحد، ومما يلاحظ أن حوض جمرة العقبة بني من جهة واحدة، وذلك لأن هذه الجمرة كانت ملاصقة لجبيل صغير، ولما أزيل الجبيل لتوسعة الشارع بقي الحوض على شكل نصف دائرة، ونظرا لتزايد الحجاج بني دور علوي للجمرات بعد سنة 1383ه. وتواصلت الدراسات والجهود في تطوير هذا الجسر حيث تمت توسعته أكثر من مرة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله حيث تم إزالة الجسر القديم وإقامة جسر ضخم بتخطيط هندسي بتكلفة بلغت 4 مليارات ريال تقريبا بحيث يتكون من اربع ادوار بمخارج متعددة يراعي حركة الحجيج ويوفر الخدمات الأمنية والصحية والنقل والنظافة فحقق النجاح بتيسير رمي الجمار لملايين الحجاج في مرحلته الأولى والثانية بحمدالله فيما نشهد هذا العام مرحلته الثالث . // انتهى // 2225 ت م