أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم أن اعلان الرئيس الامريكي جورج بوش عن استعداده للبحث في امر خفض القوات الامريكية في العراق بناء علي تقارير القادة الميدانيين هناك بعد ان ظل شهورا طويلة يصر علي اعتبار اي خفض للقوات في العراق من المحرمات .. ورغم أنه لم يحدد موعدا لبدء عملية سحب القوات ولا حجم هذا السحب المرتقب الا ان مجرد كسر هذا /التابو/ يمثل تغيرا جذريا في استراتيجية الرئيس الامريكي في العراق كما يمثل بداية النهاية لزوال الاحتلال واستعادة العراق لحريته وسيادته واستقلال اراضيه. ونوهت الصحف بقول البعض ان بوش يحاول استثمار ما تحقق من نجاح نسبي للقوات الامريكية في محافظة الانبار معقل التمرد السني في العراق وتصويره علي انه نجاح كامل لاستراتيجيته هناك خاصة بعد انشقاق العشائر والقبائل السنية عن مسلحي القاعدة مشيرة الى ما يردده اخرون من ان هذا التصريح استهدف امتصاص غضب المعارضين للحرب في امريكا وتخفيف حدة الضغوط التي يتعرض لها البيت الابيض خاصة مع اقتراب المواجهة بين ادارة بوش والكونجرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون بهذا الشأن. وقالت أنه من الممكن ان يستخدم بوش التقرير المرتقب الذي سيقدمه قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الامريكي في بغداد ريان كروكر كطوق نجاة ألقي اليه في الوقت المناسب ووسيلة ناجعة لانقاذ ماء الوجه بما يتيح للادارة الامريكية بدء الخروج من هذا المستنقع الرهيب الذي ألحق أبلغ الضرر بمصالح أمريكيا في المنطقة وبصورتها في العالم كله. وخلصت الى ان الاهم من كل ذلك هو ضرورة تحقيق مصالحة سياسية في العراق تأخذ في الاعتبار انضمام جميع الكتل والاحزاب والتجمعات الفاعلة هناك ولا تستثني احدا من اجل اعادة بناء الدولة الموحدة بعد التحرر من ربقة الاحتلال وبناء مستقبل افضل لهذا الشعب الذي عاني طويلا وآن له ان يعيش في عراق جديد يقوم علي اسس الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان. وفي الشأن الفلسطيني قالت الصحف أن مصر لم تدخر جهدا من أجل التوصل الي تسوية سلمية عادلة تنهي الصراع العربي الإسرائيلي الناجم عن اقامة الدولة العبرية علي أرض فلسطين وتشريد شعبها مشيرة الى ان مصر ساندت كل المبادرات الاقليمية والدولية الساعية لتحقيق السلام وباركت رعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية لعملية السلام علي أن تمارس دورها بحيادية ونزاهة. ونوهت الصحف في هذا الاطار بتأكيد الرئيس حسني مبارك في تصريحاته أمس على استعداد مصر للتعاون من أجل إنجاح المؤتمر الدولي الذي دعا الرئيس الأمريكي بوش لعقده في نوفمبر القادم ودعوته الي تحرك دولي لكسر الجمود في عملية السلام يكون دعما للسلطة الفلسطينية. واشارت الى أنه علي الجانب الآخر قلل ايهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل من امكانية التوصل قبل المؤتمر الدولي الي ما يسمي اتفاق مباديء بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول القضايا الأساسية والشائكة التي تحول دون التوصل الي التسوية. وانتهت الى القول بأن الموقف الإسرائيلي المعرقل لمبادرات السلام هو الذي أدي الي تجميد العملية برمتها مطالبة الدولة الراعية وكذلك المجتمع الدولي باتخاذ مواقف عملية تفرض علي الجانب الاسرائيلي احترام القرارات الدولية وتنفيذها وفتح الباب للسلام المشرد. //انتهى// 1000 ت م