اهتمت الصحف المصرية الصادرة اليوم بزيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش مع أركان إدارته أمس للعاصمة العراقية بغداد مشيرة الى أن تلك الزيارة لم يوجه الدعوة إليها أو يقبلها الشعب العراقي الذي فقد نحو مليون قتيل من ابنائه ونحو 4 ملايين من المشردين الباحثين عن وطنهم. وأكدت الصحف أنها ليست مصادفة أن يحاول بوش اكتشاف حقيقة المستنقع الذي أوقع بلاده وشعبه وكذلك الشعب العراقي وشعوب أخري مجاورة فيه في اليوم نفسه الذي أعلنت بريطانيا أقرب حلفائه انسحاب قواتها من مقر قيادتها في قصر صدام بالبصرة إلي مطار هو نافذة الهروب وحرصت علي تصويره بأنه عمل مخطط وليس هزيمة. وخلصت الى أن خطة مواجهة الحقيقة قد اقتربت بالنسبة لبوش وكل من يسول لنفسه إذلال الآخرين واحتلال أراضيهم وسرقة ثرواتهم بادعاءات وشعارات مزيفة مطالبة اياه بأن يتخذ القرار الصحيح الذي سبقته إليه لندن وهو الفرار. وفي الشأن الفلسطيني أكدت الصحف على الجهود التي تبذلها مصر لانهاء الخلافات الفلسطينية واقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس ومحاولة تسوية هذه الخلافات من اجل توحيد الصف مشيرة الى الدور الذي تلعبه مصر والرئيس مبارك لاقناع حركتي فتح وحماس بانهاء الخلافات عن طريق الحوار لادراك القيادة المصرية للتداعيات الخطيرة الناجمة عن استمرار الانقسامات الفلسطينية والحرص علي توحيد الصف لمواجهة التحديات وفي مقدمتها المساعي الاسرائيلية لتسويق خطة التسوية المنفردة للقضية الفلسطينية في الغرب. وشددت الصحف على أن الخلافات والانقسامات الفلسطينية تخدم مخططات اسرائيل الرامية الي الاستيلاء علي اكبر قدر من الاراضي الفلسطينية وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة والخلافات تعزز المزاعم الاسرائيلية المتعلقة بغياب الشريك الفلسطيني الجاد في عملية السلام ويوفر الذريعة لاسرائيل لمواصلة التسوية المنفردة للقضية الفلسطينية. ونوهت الصحف بمبادرة السلام العربية التي اطلقها القادة العرب خلال قمة بيروت 2002 واعادوا التأكيد عليها في قمة الرياض في مارس الماضي مؤكدة أن هذه المبادرة توفر اطارا فعالا لتسوية الصراع في الشرق الاوسط وفقا لمبدأ الارض مقابل السلام. وانتهت الى أن عملية السلام علي المسار الفلسطيني تواجه مأزقا حقيقيا بسبب غياب الراعي النزيه وضعف دور اللجنة الرباعية وهو ما يستدعي جهود مصرية مكثفة لانهاء الخلافات الفلسطينية وانهاء الصراع مع اسرائيل لانه امر في غاية الصعوبة لاعادة الحق لاصحابه وهو الشعب الفلسطيني. ولفتت الصحف الى سلسلة المباحثات التي تشهدها مصر بدءا من اليوم والتي تستهدف دفع عملية السلام في المنطقة وتبادل وجهات النظر بشأن المؤتمر الدولي للسلام الذي دعا الرئيس الأمريكي بوش لعقده في الخريف المقبل ومنها لقاء القمة الذي يعقد في القاهرة اليوم بين الرئيس مبارك وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني. ونوهت ايضا باستقبال الرئيس مبارك لوزير خارجية إيطاليا ماسيمو داليما لبحث التطورات الراهنة في المنطقة خاصة الوضع الفلسطيني والأزمة العراقية موضحة الاهمية الخاصة لهذا اللقاء باعتبار أنه يأتي قبل أيام من اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في البرتغال لبحث إحياء عملية السلام. وأكدت على اهمية لقاء الرئيس مبارك مع توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام لبحث تطورات الأوضاع الفلسطينية والذي يأتي قبل اجتماع اللجنة في نيويورك في23 سبتمبر الحالي توطئة لعقد المؤتمر الدولي للسلام وكذلك لقاءه بعد غد مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لبحث تطورات الأزمة اللبنانية. // انتهى // 1026 ت م