استأنف المستشارون القانونيون لرؤساء دول التكتل الأوروبي السبع والعشرين إتصالاتهم اليوم وتحت إشراف الرئاسة الدورية الأوروبية الي تتولاها البرتغال وذلك في محاولة للاتفاق على مسودة نهائية لمعاهدة أوروبية مبسطة تعوض الدستورالأوروبي الذي تم التخلي عنه منذ عامين. وقال مصدر في المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل ان الاتصالات التي بدأت يوم 23 يوليو الماضي وتوقفت بداية الشهر الجاري لا تزال تواجه العديد من العقبات بسبب الغموض الذي يكتنف مواقف بعض الدول الأوروبية التي لا تزال مترددة في الموافقة على بعض البنود المحددة في المعاهدة الجديدة والتي اتفق بشأنها زعماء التكتل الأوروبي خلال القمة الخيرة التي جرت أعمالها في العاصمة البلجيكية نهاية شهر يونيو الماضي. ومن المقرر ان يجري رئيس المفوضية الأوروبية خوزيه بارزو محادثات يوم غدا مع ممثلي المجموعات البرلمانية الأوروبية الرئيسة الثلاثة المشاركة في صياغة المعاهدة الأوروبية المبسطة الجديدة ولمعرفة التقدم المسجل حتى الآن على الاتصالات المتعددة الاتجاهات. ويطالب البرلمان الأوروبي بعدم تقليص صلاحياته ومجالات تدخله في المعاهدة الجديدة ويهدد بعدم إعتمادها . كما ان الأزمة الحكومية المتواصلة في بولندا تلقي بضلالها وبشكل سلبي على المشاورات الجارية حاليا بين الفعاليات الأوروبية حول المعاهدة الجديدة. وعارضت بولندا ولا تزال تعارض نظام التصويت الأوروبي الجديد المقترح والذي تعتبره مجحفا في حقها مقارنة بالمعاهدات السابقة. ويخشى العديد من المراقبين من ان تؤثر الأزمة السياسية البولندية التي زادت خلال اليومين الأخيرين بشكل مباشر على سير المفوضات وتمنع من بلورة تسوية سريعة حيث حدد الزعماء الأوروبيون ال 19 أكتوبر المقبل لاعتماد نهائي لمعاهدة الوحدة الأوروبية المبسطة الجديدة وخلال قمة استثنائية في العاصمة البرتغالية لشبونة وهو موعد قد لا يتم الالتزام به حسب العديد من المصادر. وتعول الدول الأوروبية على المعاهدة الجديدة للخروج من الأزمة المؤسساتية التي تعصف بالاتحاد الأوروبي منذ إجهاض الدستور عام 2005م بعد رفض الفرنسيين والهولنديين له. ولا تمكن المعاهدة الجديدة التكتل الأوروبي من سياسة خارجية موحدة ولا من بلورة تحركات مشتركة في مجالات محددة مثل الهجرة والأمن لكنها تسمح بوضع إطار مشترك لإدارة مجالات هامة أخرى مثل الطاقة والمنافسة ومكافحة الاحتباس الحراري. // انتهى // 1059 ت م