تشهد المدن التونسية هذه الايام اجواءا عامرة بالافراح والابتهاج بمناسبة انطلاق مواكب ضيوف الرحمن صوب الديار المقدسة لاداء الركن الخامس من اركان الاسلام. ومثلما هو الحال في كل عام يضفي الاشقاء التونسيون على هذه المناسبة الاسلامية العظيمة طابعا خاصا سواء لمن كتب الله تعالى له الحج الى البيت العتيق أو أن الدائرة تتسع لتشمل اقرباءه وجيرانه بل وحتى ابناء حيه ومدينته الذين يهنئونه ويباركون له هذا المسعى المبارك داعين المولى القدير ان يحقق لهم امنياتهم الغالية في بلوغ بيت الله الحرام وزيارة مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه. وتولي الجهات المسؤولة في كافة المدن هي الاخرى عناية خاصة بهذه المناسبة عبر تنظيم لقاءات دينية تلقى اثناءها محاضرات ودروس تبصر الحجيج بكيفية ادائهم مناسكهم والانضباط الذي ينبغي ان يكونوا عليه اقتداء بالرسول الكريم. وقد كرمت مدينة اريانة القريبة من العاصمة هذا العام أكبر حجاجها سنا الذي يبلغ من العمر 100 عام اذ انه من مواليد عام 1906 م. ولايحتاج المرء الى فراسة عند رؤيته موكبا من السيارات التي تعلوها الاعلام والموشحة بالزينة في الطرقات المؤدية الى مطار العاصمة وغيره ليدرك ان هناك حجاجا في طريقهم الى الديار المقدسة ذلك ان جميع من يعرف هؤلاء الحجيج من قريب أو بعيد يسارع الى تشييعهم الى المطار وتوديعهم والدعاء لهم بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور مع طلبات معلنة ومستترة بطبيعة الحال بعدم نسيانهم من الهدايا من تلك الديار. // انتهى // 1132 ت م