سلطت "اثنينية الحوار" التي ينظمها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أمس، الضوء على "الحوار من أجل التصدي للعنصرية ونبذ الخلاف"، حيث يأتي اللقاء تزامناً مع اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، وذلك بمقر المركز بمدينة الرياض، واستضاف اللقاء كلاً من الكاتب الدكتور عبدالله الزازن والدكتورة غيداء الفيفاوي الأكاديمية وكاتبة الرأي، وأدار اللقاء الدكتور خليل بن عبدالله الخليل الأكاديمي وكاتب الرأي. وتناولت الاثنينية عدة محاور أهمها قيمة الحوار لمحاربة العنصرية وتعزيز الوحدة والتلاحم الوطني، ودور مؤسسات المجتمع المدني للتصدي ونبذ العنصرية، والتصنيف العنصري في التعليم والعمل وأعمال وزارتي التعليم و الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للقضاء عليه، والتصنيفات الفكرية بناءً على العنصرية، وأثر ذلك على وحدة المجتمع، ومحاربة العنصرية المناطقية والدعوة للاحتفاء بالتنوع الفكري والحضاري والجغرافي للمملكة وتعزيزه، وأهمية دور التشريعات لمواجهة العنصرية والتعدي على الحقوق . واستهلت الدكتورة غيداء الفيفاوي اللقاء بالحديث عن مفهوم العنصرية بشكلها العام، وتطرقت لنبذ الدين الإسلامي للعنصرية بكل أشكالها، وأشارت إلى أن من مظاهر العنصرية هي الاقصاء وعدم المساواة والانتقائية بين أفراد المجتمع، والمجتمعات المتضادة ضد مجتمعات أخرى، مبينة أن الحوار مهم في مكافحة العنصرية وتدخل في ذلك هذه المرتكزات التي تقوم عليها مكافحة العنصرية وهي "الأخلاق والدين والقيم والعادات والتقاليد"، ولمحاربة العنصرية والتطرف لابد من نشر ثقافة الاختلاف وتقبل الآخر والتعايش واحترام الرأي الآخر. بدوره أشار الدكتور عبدالله الزازان إلى أن الدراسات الحديثة صنفت العرب من أقل المجتمعات والثقافات عنصرية مقارنة مع الدول الأخرى، مشيراً إلى أن مجالات العنصرية لا تختصر في المجال العرقي وإنما العنصرية تتجاوز ذلك لتكون في المجال المناطقية أو الطائفية أو الدعوية. وفي ختام اللقاء تحدث الدكتور خليل الخليل عن أهمية التعليم في مكافحة العنصرية من خلال الدمج المجتمعي من مناطق وأفكار مختلفة مع أفراد المجتمع، بدون تهميش للأفكار الأخرى والعادات والتقاليد، مشيراً إلى أن الدور البارز للمملكة في احتواء ومكافحة العنصرية بجميع أشكالها وتذويبها في المجتمع منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بدون تمييز قبائلي أو مناطقي أو غير ذلك.