إعداد : محمد جليح ، تصوير : كفاح الخليفة تُحيي الأيام الرمضانية في المنطقة الشرقية بعض العادات والتقاليد كموروثات شعبية، تعاقبت جيلاً عقب جيل وتوارثها الأهالي حفاظاً على استمرارها، والتي تبدو حاضرة خلال هذا الشهر الفضيل، حيث يشرع العديد من الأسر وربات البيوت، بغسيل وتنظيف المنازل، وشراء اللوازم والاحتياجات الرمضانية في مظاهر تجسد الفرحة والسرور بإطلالة ليالي وأيام رمضان. ويستقبل أهالي الشرقية ؛ شهر رمضان المبارك بتبادل التهاني والزيارات الحميمة بين الأسر، دون أن يغيب عنهم الالتزام بجميع الإجراءات الصحية من فيروس كورونا، وسط فرحة وبهجة تسود الجميع، فيما تبادلت شريحة كبيرة التهنئة والحديث مع أقاربهم وأصدقائهم عبر وسائط التواصل الاجتماعي. ويقوم الأهالي ضمن المظاهر المعتادة في استقبال الشهر الفضيل، بتزيين منازلهم بالرسومات والصور للحرمين الشريفين، وآيات القرآن الكريم، دلالة عن رمزية هذا الشهر وروحانيته، وتعليق اللوحات الإسلامية والتاريخية، والفوانيس التي تتخذ أشكالاً مختلفة، مما تضفي السعادة والأُنس على أفراد الأسرة. وتسود مجتمع المنطقة الشرقية، وضمن العادات والتقاليد في الشهر الفضيل تبادل الأطباق والوجبات المتنوعة بين الأقارب، والجيران بما تسمى ب "النقصة"، كموروث لا يزال الأهالي متمسكين به رغم تغير نمط الحياة في وقتنا الحالي، إضافة إلى تقديم هذه الأطعمة للأجانب والعمَّال، الذين يأنسون بهذه الأيام، ومشاعرها الإنسانية، فيما تجد "الغبقة" المسائية أو الوليمة حضوراً في بعض البيوت والمجالس، يجتمع حول مائدتها، الكبار والشباب يتبادلون الأحاديث والخواطر والذكريات الماضية، مع الأخذ بالإجراءات الصحية المتبعة لفيروس كورونا، ومحدودية العدد. ولشهر رمضان الكريم لدى الأطفال فرحة خاصة، حيث تكثر زيارة الأهل والأقارب، ولبسهم الأزياء الشعبية، ترسيخاً للعادات والتقاليد المتوارثة، إذ توزع عليهم أنواع الحلويات؛ وآخرون يقدمون لهم "النقود" ابتهاجاً بالشهر الكريم، ويحرص الأهالي على أن يحمل شهر رمضان قصصًا من الزمن الجميل الذي عاش فيه الآباء والأجداد وإشاعة روح المحبة والألفة بينهم. وتشتهر المنطقة بطهي الأكلات الشعبية الرمضانية، من أبرزها الهريس، واللقيمات، والعصيدة، والجريش، والثريد، والمفلق، والصالونة، والشعيرية، والخبز الأحمر "التنور" وغيرها، والتي حافظ الأهالي عليها رغم تعاقب الأجيال، ولاتزال تسجل حضورها القوي أمام الوجبات والأطباق الحديثة، فيما يبتدئ الكثير إفطاره مع ارتفاع الآذان بالتمر والرطب والماء. وفي مشهد يتكرر طوال الشهر الكريم، يجوب المسحراتي الشوارع والأزقة مُهللاً ومُكبراً من أجل إيقاظ الناس للسحور؛ وهي من العادات القديمة المتوارثة، والمستمرة في بعض أحياء المدن والبلدات حتى الآن، فيما يتم مع اقتراب عيد الفطر المبارك تأمين الحلويات والملابس استعداداً للاحتفال بهذه المناسبة، وتزين النساء صغاراً وكباراً أيديهن بالحناء، استعداداً لفرحة العيد، وتكثر هذه العادة لدى الأطفال في الآونة الأخيرة عن جيل الشباب.