تتنافس سيدات الأحساء خلال الشهر الكريم في إعداد الأكلات الشعبية والحديثة، التي يكسرن من خلالها قوانين الرجيم والحمية الغذائية، حتى اللاتي لا يملكن خبرة في الطبخ، فمنهن من تختص بعمل الأكلات الشعبية مثل: الهريس والجريش والثريد، الذي يعتبر الطبق الرئيس في رمضان لأغلب الأسر، ومنهن من تتجه إلى الأكلات الحديثة. فيما استقبلت السيدات رمضان بالتحضير المسبق للأطباق المتعارف عليها في الشهر الفضيل، حيث جرت العادة على قيامهن بتحضير بعض الأصناف الرمضانية مثل: السمبوسة، وورق العنب وتجميدها لاستقبال الشهر الكريم، إضافة إلى بعض أصناف الكبة وتقطيع الخضراوات وغيرها لتسهل عليهن إعداد الفطور والسحور. وأشارت أم بندر إلى أنها اكتسبت هذه العادة من أمها، حيث تقوم بتجميد السمبوسة وبعض الأكلات الشعبية لتخفيف العمل عليها في رمضان. ولا يخلو رمضان من عاداته وموروثاته الشعبية القديمة، ومن العادات القديمة الرمضانية المشهورة، التي ما زال أهالي الأحساء يحافظون عليها «النقصة»، التي يقوم فيها الأهل والجيران والأصدقاء بتبادل الأطعمة فيما بينهم مع حلول المغرب وقبيل الإفطار، حيث يتولى الأطفال مهمة توصيل الأطباق إلى المنازل. «أم سعود إحدى ربات البيوت» تقول: تقوم السيدات بصنع مختلف الأطباق وتبادلها فيما بينهن من أقارب وجيران. وتضيف «أم محمد ربة بيت»: لم تعد «النقصة» كالسابق بنكهتها، حيث يفرح الجار بما يأتيه من جاره، فالأسر لا تعد الكثير من الأصناف على الموائد وما يقدم لها من الجيران يضاف للموائد ويعني الكثير لهم من تذكر الجار لجاره ومشاركته له. ومن «النقصة» إلى «الغبقة» التي تعتبر من عادات رمضان الشعبية، التي تجمع الأصدقاء بعد صلاة التراويح ومجالس الذكر. وتعتبر عشاء يقدم قبل السحور يقدم فيه مختلف الأطباق التي تدل على الكرم والحفاوة بالضيوف ويتبادلون فيها الأحاديث والسمر. وتقوم النساء بتجهيز الأطباق المختلفة لتبهر بها الضيوف سواء أكلات شعبية أو حديثة. تقول سلوى الحمد: إنهم يستعدون ل «الغبقة» بتجهيز الحلويات مثل: اللقيمات والبلاليط والساقو والحلويات الشرقية، أما عن الأطباق الرئيسة فتكمن في الهريس والجريش والرز الأحسائي.