عقد منتدى الرياض الاقتصادي، أمس، ندوة افتراضية حول التغطية الصحية الشاملة، تحت عنوان "تعزيز التقدم نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة". واستعرضت الندوة الافتراضية ورقة العمل المقدمة من المنتدى ضمن أعمال فريق العمل السابع في مجموعة الفكر (T20)، التي ناقشت دعم مجموعة العشرين لأهداف التنمية المستدامة والتعاون التنموي، حيث يمثل تحقيق التغطية الصحية الشاملة وهو أحد أهداف التنمية المستدامة الثالث (SDG3)، أحد أولويات هذه المجموعة. وقد تم إعداد هذه الورقة من قبل فريق بحثي محلي وعالمي بقيادة عضو مجلس الشورى وأستاذ الإدارة الصحية وعضو مجلس أمناء المنتدى الدكتورة حنان الأحمدي، وعضوية كل من خبير الاستراتيجيات الصحية والابتكار ومؤسس شركة التكامل والابتكار الدكتور أحمد العمري، وحسين ريكا من معهد آسيا الدولي بجامعة هونج كونج، وجونتي رولاند المستشار في القطاع الصحي في بريطانيا، وأدارت الندوة مدير عام إدارة اقتصاديات الصحة والسياسات في المجلس الصحي السعودي الدكتورة تغريد الغيث، وشارك في الحوار نائب مدير المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب التابع للبنك الإسلامي للتنمية بجدة الدكتور سامي السويلم كمتحدث رئيس. وبدأت الندوة الدكتورة تغريد الغيث، حيث قدمت نبذة عن موضوع الندوة في هذا الوقت الذي يجابه العالم بأسرة آثار جائحة كورونا، وسلطت الضوء على دور مجموعة الفكر 20 ضمن منظومة مجموعة العشرين وأهميتها في رفد متخذي القرار بالمشورة والرأي وفقاً للدلائل العلمية، مشيده بالدور الذي يقوم به منتدى الرياض الاقتصادي من خلال البحوث والدراسات التي تسهم في دعم التنمية الاقتصادية. وتحدث الدكتور السويلم حول الآثار الاقتصادية والاجتماعية لجائحة فيروس كوفيد-19، التي شملت جميع دول العالم، مؤكدًا أهمية التغطية الصحية الشاملة، وضرروة النظر إلى الصحة كسلعة عامة لا تخضع لاعتبارات السوق، ولابد أن تتضافر جهود المجتمع لتوفير التغطية الصحية الشاملة، والاستفادة من مفاهيم الاقتصاد الإسلامي التي تقوم على أسس التكافل الاجتماعي وبخاصة في مجال الرعاية الصحية. وأوضحت الدكتورة حنان الأحمدي أن دول العالم سعت منذ عقود لتحقيق هدف الصحة للجميع، وتوفير التغطية الصحية الشاملة إلا أن ذلك الهدف لايزال بعيد المنال رغم تقدم مستوى العلوم الطبية والتطور العلمي وتحسن مستويات المعيشة والمؤشرات الصحية في مختلف دول العالم، مبينة أن جائحة كورونا أبرزت أهمية توفر التغطية الصحية الشاملة، وتعزيز قوة الأنظمة الصحية بتوفير عدد من المقومات الأساسية وهي: توفير الخدمات الأساسية، وجودة هذه الخدمات وفعاليتها، والأمان المالي حتى لا تكون تكلفة الرعاية الصحية عائقاً أمام الوصول لها، والمساواة في الحصول على الخدمات الصحية لكي تكون متاحة لجميع شرائح المجتمع، وبخاصة الفئات الأضعف. وتناولت الأحمدي أهم التحديات التي تواجه المجتمعات لتحقيق هدف التغطية الصحية الشاملة، وأهما توفر الموارد المالية المستدامة، ونقص الكوادر البشرية، ونظم الرعاية التقليدية التي لم تفعل الرعاية الصحية كونها الوسيلة الأساسية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، وعدم توظيف الابتكار والتقنيات بالشكل الأمثل في منظومة الرعاية الصحية. وتطرق خبير السياسات الصحية البريطاني إلى العلاقة بين تمويل التغطية الصحية ورأس المال البشري وأهمية الاستدامة المالية في التغطية الصحية وجعل الصرف عليها كونها استثمار اقتصادي وليس تكلفة، مبيناً أهمية البحث عن مصادر لتطوير القطاع الصحي من خلال تطوير وتأهيل الكوادر البشرية وتبادل الخبرات بين الدول. وأوضح حسين ريكا، من جامعة هونج كونج أهمية التكنلوجيا في تحقيق التغطية الصحية، وأن استخدام التقنيات الحديثة سيمكن من تطوير الصحة العامة بتكلفة منخفضة وبأسرع وقت ممكن، مستعرضاً التحديات التي تواجه الدول الفقيرة في هذا الجانب، مؤكداً أهمية توفر عناصر دقة البيانات والمحافظة على سريتها وأخلاقيات استخدام التقنية في القطاع الصحي. وأكد الدكتور العمري أهمية الابتكار في جوانب التغطية الصحية، مفيداً أن جائحة كورونا رغم آثارها السلبية إلا أنها أكدت أهمية الاهتمام بالابتكار في مجال الرعاية الصحية الشاملة. وبين رئيس مجلس أمناء منتدى الرياض الاقتصادي حمد بن علي الشويعر أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة الندوات الافتراضية التي ينظمها المنتدى بالتعاون مع أمانة مجموعة الفكر (T20)، بهدف عرض ومناقشة بعض الموضوعات التي عملت عليها الفرق البحثية التابعة للمنتدى في إطار أعمال مجموعة الفكر 20، لإثراء الطرح والنقاش من خلال الحوار والمداخلات مع المشاركين من أصحاب الفكر والخبرة في هذه المجالات.