انطلقت اليوم بمقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- بالرباط أعمال المنتدى الافتراضي ''الذكاء الاصطناعي والتصدي لفيروس كورونا بين التحديات والفرص''، والذي نظمته الإيسيسكو بالشراكة مع المنتدى المدني للذكاء الاصطناعي. وفي بداية هذا المنتدى أكد المدير العام للإيسيسكو الدكتور سالم بن محمد المالك، أن المنظمة ستعمل على دعم الذكاء الاصطناعي بالدول الأعضاء، في إطار أخلاقي يحترم الذات البشرية والحريات الشخصية والخصوصيات الذاتية، حتى تكون هذه التقنية رافدًا لتنمية الشعوب دون تجاوز الحدود الأخلاقية التي تمس حرية الإنسان وكرامته. وشدد الدكتور المالك على أن اهتمام الإيسيسكو باستشراف المستقبل وتقنياته وعلومه اختيار مبني على وعي كبير ومسؤول تجاه الأجيال القادمة، وتقوم بذلك من خلال اعتماد غير النمطية الفكرية البناءة دون سياسة ولا تسييس للقضايا الإنسانية العاجلة والتحديات المطروحة، بل من خلال دعم الابتكار وإيلائه الأهمية القصوى حتى يكون بناء المستقبل قائمًا على أسس إبداعية وفكرية جماعية، وتكون الاستفادة عامة وشاملة لأفق المدى القصير والمتوسط والبعيد. وأشار المدير العام للإيسيسكو إلى أن المنظمة لم تنتظر أزمة كورونا للاهتمام بالمستقبل وتطلعاته، بل قامت بتأسيس مركز للاستشراف الإستراتيجي ووضع رؤية جديدة قائمة على العمل الاستباقي والاستشرافي في التدخل والتعامل مع القضايا التنموية. كما تجسد العمل الاستباقي للإيسيسكو من خلال الشروع في إنجاز جملة من الدراسات حول سيناريوهات ما بعد فيروس كورونا وحول مستقبل العالم الإسلامي وغيرها من الدراسات الإستراتيجية والاستشرافية التي تستهدف بناء المستقبل والتخطيط لإحداثياته منذ الآن. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يعد واحدًا من التوجهات العالمية الإستراتيجية الكبرى التي تأكدت وبرز دورها أثناء الأزمة الوبائية الحالية، حيث تجلى الاحتياج لهذه التقنيات الذكية وبشدة في التدخل السريع والناجع لمقاومة الوباء. وذكر المالكي بمبادرات الإيسيسكو في مجال الذكاء الاصطناعي، من ضمنها تعميم تطبيقاته وتقنياته في الدول الأعضاء والدول الصديقة، و إنجاز دراسة إستراتيجية استشرافية حول الذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي، وتأسيس مركز الإيسيسكو للذكاء الاصطناعي. وقال المدير العام للمنظمة: إن جائحة كورونا أضفت تغييرات جذرية على الحياة اليومية للمواطنين بجميع فئاتهم الاجتماعية، وفرضت على الدول اتباع مناهج جديدة ومتطلبات الوضع الصحي على حساب مجالات حيوية أخرى، مما أبرز تحديات جديدة تجبرنا على مراجعة نظرتنا نحو المستقبل وتقصي سبل الخروج من الأزمة وجعلها نقطة انطلاق جديدة نحو عالم أكثر وحدة وعدلا ومساواة وتنمية وترسيخًا للمقاربة الإنسانية في دعم الفئات الفقيرة والهشة. وتابع أن منظمة الإيسيسكو، باعتبارها المنارة التنموية لدول العالم الإسلامي، لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الجائحة بل اتخذت موقفا نشطا قوامه العمل الاستباقي والميداني الدؤوب لدعم الدول الأعضاء، وخاصة تلك التي تعاني إشكاليات الفقر وضعف المنظومات الصحية مع استهداف الفئات الأكثر هشاشة بها وَفْق مقاربات إنسانية وتقنية و علمية و ثقافية. وناقش المشاركون في هذا المنتدى الافتراضي الإمكانات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي لمواجهة الكوارث الطبيعية والأزمات الصحية ومنها جائحة كورونا، بالإضافة إلى استشراف المستقبل في هذا المجال. //انتهى// 23:17ت م 0227 www.spa.gov.sa/2079676