تبذل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) جهودًا كبيرة ومكثّفة للمساهمة في مواجهة انعكاسات جائحة كورونا (كوفيد 19)، منذ بدء انتشار الفيروس في أنحاء العالم، حيث أطلقت عدداً من المبادرات العملية الهادفة في مجالات اختصاصها، وتتويجاً لهذا العمل المتواصل شرعت الإيسيسكو في بناء تحالف دولي للتصدي لجائحة كورونا، وإزالة آثارها السلبية الحالية والمستقبلية على العالم الإسلامي. وقد لاقت فكرة «تحالف الإيسيسكو للتصدي لجائحة كورونا» ترحيبا ًوقبولاً من منظمات دولية معتبرة، ومؤسسات عالمية لها مكانتها، أكدت جميعها الانضمام إلى التحالف ودعمه مادياً ولوجيستياً لتحقيق أهدافه النبيلة، ومساعدة الدول الفقيرة على مواجهة تفشي الفيروس، والحد من آثاره السلبية وتجاوز هذه الأزمة. ويشمل التحالف مشاريع ميدانية وبرامج تنفيذية، وبناء خطط إستراتيجية استشرافية للعالم الإسلامي، وصندوقًا لجمع التبرعات، في ظل التحديات التي تواجهها دول العالم الإسلامي خلال جائحة كورونا وما بعدها. وتدعو منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الدول الأعضاء، ومنظمات المجتمع المدني بها، والمنظمات الإقليمية والدولية والمؤسسات والشركات التنموية والجهات المانحة والبنوك إلى الانضمام للتحالف، ليكونوا شركاء للإيسيسكو في تحقيق أهدافه، ودعم التحالف الذي يجسد التكافل والوحدة الدولية في مواجهة هذه الأزمة الشديدة. وتمثِّل مبادرة الإيسيسكو لبناء تحالف للتصدي لجائحة كورونا حلقة في سلسلة من الجهود والمبادرات، التي أطلقتها المنظمة لمساعدة الدول الأعضاء على تجاوز انعكاسات جائحة كورونا والحد من انتشار الفيروس، من أبرزها رصد جائزة الإيسيسكو التقديرية لتشجيع البحث العلمي بقيمة 200 ألف دولار أمريكي، لمن يكتشف علاجاً ناجعاً أو لقاحاً واقياً من فيروس كورونا المستجد، وقد لقيت هذه المبادرة صدى دولياً واسعاً وإشادة كبيرة من المجتمع الدولي. وأطلقت المنظمة مبادرة «بيت الإيسيسكو الرقمي»، والتي تتضمن أبعاداً متنوعة تكنولوجية وتعليمية وثقافية واجتماعية، وتوفر محتويات رقمية تعليمية، ومنصات للحوار الثقافي الاجتماعي، ومحتويات عائلية توعوية لجميع الفئات. كما دعمت المنظمة قطاعات التعليم في عدد من الدول بالأجهزة والمعدات التكنولوجية لضمان استمرارية العملية التعليمية، في ظروف الحجر الصحي المنزلي، من خلال إنتاج محتويات رقمية وبثها عبر الإنترنت. ولراغبي دراسة اللغة العربية من الناطقين بلغات أخرى أطلقت الإيسيسكو مبادرة أتاحت لهم الفرصة في دراسة العربية عن بُعد، من خلال دروس بالفيديو وكتب صوتية ومحتويات تفاعلية. وثقافياً أتاحت الإيسيسكو في مبادرتها «الثقافة عن بُعد» برامج لتطوير المواهب وتحرير الطاقات والقدرات الإبداعية والفنية لطلاب وشباب العالم الإسلامي، ورصدت جوائز تشجيعية في المجالات الإبداعية المختلفة. ودعمت الإيسيسكو إنشاء معامل لتصنيع المطهرات بتكلفة منخفضة وتوزيعها على المواطنين في عدد من الدول الأعضاء، وتدريب مجموعات من المجتمعات المحلية لمواصلة هذا العمل، وكانت البداية من جمهورية مالي. هذه المبادرات والبرامج تثبت أن منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) من المنظمات الرائدة على المستوى الدولي في التصدي للآثار السلبية لجائحة كورونا في مجالات اختصاصاتها، ودائماً ما تجدد الإيسيسكو التأكيد على أنها ستظل تتابع عن كثب انعكاسات تفشي الفيروس على الأوضاع التربوية والعلمية والثقافية والاجتماعية والإنسانية في الدول الأعضاء، وتزودها تباعاً بأنجع السبل لدعم جهودها وفق ما يستجد من تطورات، وسوف يجسد التحالف الجديد هذه المتابعة.