انطلقت بمقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالرباط اليوم، أعمال "منتدى الإيسيسكو للمستقبل"، الذي ينعقد على مدى يومين بمشاركة أكثر من 30 شخصية من أبرز خبراء الاستشراف الإستراتيجي والذكاء الاصطناعي على المستوى الدولي. ويأتي انعقاد المنتدى، الذي تنظمه الإيسيسكو، بالتعاون مع مكتب مؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية بالمملكة المغربية، في إطار الرؤية الجديدة للمنظمة لاستشراف المستقبل والتعامل مع التحولات والتحديات التي تواجه دول العالم الإسلامي. وأكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة-إيسيسكو- الدكتور سالم بن محمد المالك خلال الجلسة الافتتاحية أن المنظمة أخذت على عاتقها في رؤيتها الجديدة أن تكون صناعة المستقبل من ركائزها الرئيسة، فقامت بإنشاء مركز الاستشراف الإستراتيجي من أجل تطوير آليات عملها وإحكام خططها التنفيذية، وتقديم الخبرة والدعم اللازمين لجهات الاختصاص في العالم الإسلامي، والارتقاء بمستوى أدائها لمواكبة التحديات المستقبلية. وكشف المالك أن الإيسيسكو بدأت في الإعداد لمؤتمر مهم سيُعقد في شهر يونيو المقبل وسيكون مخصصًا لموضوع "مهن الغد"، مشيرًا إلى أن استشراف المستقبل مجال جديد يجب سبر أغواره، وصناعة تفكير إستراتيجي للاستفادة من نتائجه، إسهامًا في تحقيق مستقبل مشرق للعالم الإسلامي. وحذر المدير العام للإيسيسكو من أن عدم استشراف المستقبل سيؤدي إلى حشر أنفسنا في زوايا الماضي، ونقضي على آمالنا في اللحاق بركب الدول المتقدمة، التي بنت تقدمها على نتائج الدراسات الاستشرافية للتطورات العالمية الحالية والمستقبلية في مجالات التنمية، ووضعت إستراتيجياتها وفق فكر الاستشراف، بعيدًا عن التكهنات الاعتباطية التي لا تخضع لأسس علمية رصينة. وأضاف المالك أن الاستشراف لا يعني انتظار التغيير للتفاعل مع ما سيحدث، وإنما هو التحكم في التغيير المنتظر، والتفاعل الاستباقي البناء لإثارة التغيير المأمول، مشيرًا إلى تجارب العديد من الدول المتقدمة في هذا الشأن، وخاصة على مستوى التغيرات المناخية والحد من الاحتباس الحراري. من جهته، شدد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني المغربي سعيد امزازي على أهمية الاستشراف في مجال التكوين وتحضير الكفاءات، ومواكبة التحولات التكنولوجية المتسارعة بهدف تحقيق التنمية المستدامة لمجتمعاتنا. كما أشاد المسؤول المغربي بمضامين الرؤية الجديدة التي أصبحت تنهجها منظمة الإيسيسكو للنهوض بمجالات التربية والعلوم والثقافة، وتعزيز إشعاعها على المستوى العالمي، مؤكدًا عزم الحكومة المغربية على مواصلة دعمها للمنظمة في مجالات اختصاصها. وركزت باقي الكلمات خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى على أهمية مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة، وإعداد إستراتيجيات تتوخى التكوين العصري واستشراف مهن المستقبل، واستغلال الذكاء الصناعي لمواجهة تحديات الحياة المعاصرة. وسيشهد المنتدى تنظيم ورشات عمل متخصصة تهدف إلى إنشاء فضاء مشترك وتشاركي للحوار بين الجهات الفاعلة في التنمية من أجل تحليل واستشراف مستقبل المحاور المطروحة في أفق 2040. وتعد أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي واستخداماتها من المحاور الأساسية التي سيناقشها المنتدى، بما يضمن مسارًا آمنًا نحو التنمية المستدامة.