في إطار التعاون المشترك القائم بين منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ومكتب التربية العربي لدول الخليج، وبناءً على اتفاقيات التعاون المبرمة فيما بينها. انعقد أمس الأربعاء، ملتقى عن بعد، عبر منصة الاتصال المباشر بالفيديو، لمناقشة تداعيات أزمة كورونا، وذلك بدعوة من المدير العام لمكتب لتربية العربي لدول الخليج الدكتور علي بن عبدالخالق القرن، وبمشاركة الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، والدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للألكسو، كما شارك في الملتقى السادة المنسقون وفرق العمل في الجهات المشاركة. وفي بداية اللقاء رحب معالي المدير العام الدكتور القرني بأصحاب المعالي رؤساء المنظمات والمشاركين، وأكد على ضرورة التعاون بشراكة حقيقة وبآليات عمل حديثة تعزز القدرة على بلوغ الأهداف المشتركة لهذا الملتقى لمواجهة تداعيات جائحة كوفيد19 والاستعداد لما بعد الجائحة. ثم استعرض معالي المدير العام للإيسيسكو أهم جهود المنظمة ومبادراتها لمواجهة تداعيات جائحة كوفيد 19، ومنها إطلاق "جائزة الإيسيسكو للتصدي لفيروس كورونا" التي تقدر قيمتها ب 200 ألف دولار أمريكي؛ وإطلاق "التحالف الإنساني الشامل للإيسيسكو" الذي ينبني على مشاريع ميدانية وبرامج تنفيذية، وخطط إستراتيجية استشرافية للعالم الإسلامي، وصندوق لجمع التبرعات.. وبفضل هذا التحالف تم تقديم مساعدات مالية لمجموعة من الدول الأعضاء لضمان حقوقها التربوية والعلمية والثقافية في زمن الجائحة؛ وكذلك إطلاق مبادرة "بيت اﻹيسيسكو الرقمي" الذي يشتمل على سبعة برامج هي: عُدّة الإيسيسكو لواضعي المحتويات التربوية؛ الثقافة عن بعد؛ باقة روابط التطبيقات التربوية المجانية والمفتوحة المصدر؛ تَعلَّم اللغةَ العربية للناطقين بغيرها؛ قائمة "شركاء وروابط"؛ ثم برامج "المجتمعات التي نريدها" و"لغات إفريقيا؛ جسور الثقافة والتاريخ". وسيتم إغناء مبادرة "بيت الإيسيسكو الرقمي" بمجموعة من البرامج في القادم من الأيام؛ إضافة إلى قيام المنظمة بالإعلان عن "جائزة الإيسيسكو للأفلام القصيرة"؛ التي تهدف إلى تشجيع الإنتاج السينمائي الإبداعي لدى الشباب، وتكوين مكتبة الإيسيسكو الرقمية للأفلام القصيرة؛ وكذلك قيام المنظمة بإنشاء مجموعة من الفيديوهات والمرئيات، للتوعية بأهمية الوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد باللغات الثلاث، العربية والإنجليزية والفرنسية؛ و"تقديم الدعم الفني لإنشاء وحدات مصغرة وتدريب أفراد المجتمعات المحلية على تصنيع المنتجات المطهرة بتكلفة منخفضة في الدول الأعضاء، علاوة على تنظيم مجموعة من الملتقيات والاجتماعات عن بعد في مجالات عمل المنظمة" لتدارس واقع مجالات التربية والعلوم والثقافة في ظل أزمة كورونا واستشراف آفاقها المستقبلية في دول العالم الإسلامي. وبعد ذلك، استعرض المدير العام للألكسو أهم المبادرات التي قامت بها المنظمة، حيث أشار معاليه إلى إطلاق "مبادرة الألكسو في مجال التعلّم والتعليم الإلكتروني عن بعد"، وتنظيم "دورات تدريبية عن بعد للمدرسين"، وتثبيت برنامج التعليم الإلكتروني (موودل)؛ وإنشاء منصة تفاعلية للأمناء العامين للجان الوطنية العربية وأعضاء المجلس التنفيذي؛ وعقد حلقة النقاش الافتراضية الأولى للأمناء العامين للجان الوطنية العربية وأعضاء المجلس التنفيذي؛ وأيضًا عقد اجتماع عن بعد للجنة الدائمة للثقافة العربية؛ وتنظيم ورشة تدريبية عن بعد (حول إحصائيات الثقافة والترفيه) لفائدة الأجهزة الإحصائية ووزارات الثقافة بالدول العربية؛ وترجمة كتاب "تسهيل التعلم المرن عند اضطراب التعليم- التجربة الصينية في الحفاظ على استمرار التعلم في ظل تفشي كوفيد 19" إلى اللغة العربية؛ وإعداد معجم مصطلحات جائحة كوفيد 19، وإدخال جميع محتويات المكتبة على المستوى الرقمي للمنظمة ومراكزها الخارجية؛ بالإضافة إلى إعداد ونشر دليل للتوقي من مخاطر فيروس كورونا باللغة العربية والصينية والفرنسية والانجليزية، ونشر فيديو توعوي عن جائحة كوفيد 19 بلغة الإشارة.. وتصميم ومضة توعوية بالسلوك الصحي السليم للتوقيّ من جائحة كوفيد 19. وإثر ذلك، استعرض معالي المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج أهم المبادرات التي قام بها المكتب في هذه الظروف فأشار معاليه إلى إطلاق موقع "التعليم عن بعد" عبر بوابة المكتب الإلكترونية؛ وإتاحة الفرصة مجانًا للمعلمين والتربويين والطلبة وغيرهم -عبر البوابة الإلكترونية للمكتب- لتصفح مائة وستين كتابًا من منتجات برامج المكتب في العلوم التربوية المختلفة؛ وتنظيم عدد من الاجتماعات والملتقيات عن بعد في مجالات عمل المكتب من أبرزها اجتماع المجلس التنفيذي للمكتب، والاجتماع الأول (أون لاين) لمجلس أمناء المركز التربوي للغة العربية؛والمشاركة في اللقاءات العلمية التي تعقد على المستوى الدولي ونقل ممارسات الدول لمواجهة آثار جائحة كوفيد 19على الحقل التعليمي والتربوي؛ وتوفير دليل بالبرامج التدريبية والخدمات الإلكترونية؛ وكذلك إصدار عدد من النشرات. وخلال المناقشات أشاد المجتمعون بجهود المنظمات الثلاث ومبادراتها، وخلُصوا إلى ضرورة وضع آليات في أقرب وقت لتنفيذ توصياتهم التي نصت على دعوة المنظمات الإقليمية والدولية، بما فيها الألكسو ومكتب التربية العربي لدول الخليج إلى الانضمام إلى التحالف الإنساني الشامل الذي أعلنت عنه الإيسيسكو؛ والدعوة إلى إنشاء المرصد الإسلامي العربي المشترك لإدارة الكوارث ومواجهة الأزمات والحد من مخاطرها؛ كما نصت التوصيات على وضع برنامج تدريبي مشترك شامل لبناء القدرات وتنمية المهارات للمعلمين العرب في مجال التعليم عن بعد؛ ومرافقة الدول الأعضاء، وخاصة منها الأكثر احتياجًا، في تعزيز جهودها بخصوص التعليم عن بعد، والسعي لدى الهيئات والمنظمات المانحة لدعم بنيتها الأساسية للتعلم عن بعد؛ ورَصْد وتوثيق جهود المنظمات الثلاث ومبادراتها في التعامل مع الأزمة التي أحدثها تفشّي جائحة كوفيد 19؛ وتبنِّي المنظمات الثلاث لبرنامج مشترك في التربية النفسية والصحية لمواجهة الأزمات.. كما اقترح المجتمعون عنوانًا للملتقى القادم (الثاني) المقرر عقده بالرياض في شهر أكتوبر 2020م ليكون "جائحة كوفيد 19، التجربة والآفاق".