كشفت دراسات حديثة عن ارتفاع معدلات التنمّر الإلكتروني في العالم ضد الأطفال والإناث بشكل خاص، مرجعة جل أسبابها إلى التفكك الأسري والمعاملة السلبية من الوالدين، إضافةً إلى العاملين ورؤسائهم وبين الأزواج والأصدقاء وذلك في مراحل متقدمة من التنمر. وأوضحت مديرة إدارة الوقاية والبحوث العلمية ببرنامج الأمان الأسري الوطني الدكتورة فاطمة الشهري في ورقة العمل قدّمتها خلال ملتقى الوقاية من العنف والتنمر بمدارس التعليم العام الذي نظمته وزارة التعليم اليوم في مبنى الوزارة أنّ معظم الدراسات الاجتماعية حيال موضوع العنف والتنمّر اتفقت على أنّه ناتج من التفكك الأسري، والمعاملة السلبية التي تتسم: بالقسوة، والإهمال، واللامبالاة، والتسلط، والتساهل، والرفض والحرمان العاطفي، إضافةً إلى مشاهدة العنف في المنزل. وحدّدت مراحل علاج " حالة التنمر" بثلاثة خطوات مبينةً أنّ العلاج للمتنمر يشمل الحوار والانصات والتشجيع وتعزيز الثقة بالنفس وممارسة الأنشطة البدنية، وللمعتدي تشمل توضيح العواقب لاستخدام العنف وإدماجه في الأنشطة التشاركية والقيادية، وللمشاهد الإبلاغ عن الحالات التي يشهدها، والتعايش مع المتعرضين للتنمّر والتعاون. ومن جهتها قالت الأستاذ المساعد في كلية التربية بجامعة الملك سعود د. هيلة السليم إنّ النتائج العلمية الأخيرة أثبتت ارتفاع معدل انتشار التنمّر الإلكتروني عالمياً، وأنّ 43 % من المستخدمين تعرضّوا للتنمّر عبر الانترنت، وواحداً من كل أربعة مراهقين تعرّض للتنمّر عبر الانترنت خلال ال 12 شهراً الماضية، مشيرةً إلى أنّ الأطفال والإناث هم الأكثر تعرّضاً للتنمّر الإلكتروني. وأبانت أنّ التنمّر الإلكتروني يؤدي إلى عددٍ من الآثار السلبية الخطيرة، مشيرة إلى أن دراسة علمية أفادت أنّ 41 % من المتعرّضين للتنمّر الإلكتروني شعروا بالكآبة أو الحزن، فيما يشعر 31 % بالخوف والقلق المستمر، ويؤدي في بعض الأحيان إلى سلوكيات إيذاء النفس والأفكار الانتحارية. من جهته أكّد الأستاذ المشارك في كلية التربية بجامعة الملك سعود د. علي الصبيحين خلال ورقته في الملتقى، أن حدوث التنمّر في أماكن خفية، ويصل لمراحل متقدّمة من الأصدقاء والازواج، وحتى بين العاملين الأفراد ورؤسائهم سواءً كان ذكراً أو أنثى، وبالتالي يصل الموظّف إلى اضطرابات نفسية ويشعر بالضيق والتوتّر ويحاول التخلص من هذا الشعور بأي طريقة، وربما تكون سلبية.