أشاد رئيس إدارة حفظ السلام في الأممالمتحدة جان بيير لاكروا باستمرار الشراكة بين السودان ودولة جنوب السودان، التي تتزامن مع التغييرات الحاصلة في حكومة الخرطوم، مشيرًا إلى أن ذلك "يقدّم فرصة مميزة للمضي قدماً في العملية السياسية بشأن القضايا المتعلقة بالحدود". جاء ذلك خلال إحاطة أمام مجلس الأمن حول التطورات المتعلقة بالعملية السياسية بين السودان وجنوب السودان، وتفويض قوة الأممالمتحدة المؤقتة في أبيي (يونيسفا) والدعم المقدم لآلية الأممالمتحدة لمراقبة الحدود المشتركة التي قدمها كل من رئيس إدارة حفظ السلام في الأممالمتحدة جان بيير لاكروا والمبعوث الخاص لمنطقة القرن الأفريقي بارفيه أونانغا-أنيانغا. وأضاف لاكروا أن هذه التطورات الإيجابية لم تسفر بعد عن التوصل إلى تسوية للحل النهائي في أبيي، ولم يحصل أي لقاء للجنة الخاصة بأبيي منذ نوفمبر 2017م، ولم يُحرز أي تقدّم بعد في مجال إقامة مؤسسات حكومية مشتركة ومن بينها الشرطة والمحكمة والسجون، مشيرًا إلى أن ذلك يثير القلق لأن "الوضع الأمني في أبيي هشّ، وثمّة تصاعد في الجريمة ووجود عناصر مسلحة بشكل عشوائي في الشوارع". وفيما يتعلق بآلية الأممالمتحدة لمراقبة الحدود المشتركة، قال لاكروا: " إن هذه المؤسسة تضطلع بدور مهم كمراقب يقوم ببناء الثقة بين الأطراف". وقدّم لاكروا لمجلس الأمن خيارين: الأول الالتزام بتخفيض عدد القوات كما نصّ عليه القرار 2469 لعام 2019م والآخر إرجاء المرحلة الثانية من تخفيض عدد القوات (وعددهم 295) حتى أبريل 2020م، داعيًا إلى تعيين خبراء مدنييّن في مقرّات البعثة ومقرّ آلية الأممالمتحدة لمراقبة الحدود المشتركة، وفي مكاتب التنسيق في الخرطوم وجوبا وأديس أبابا، وتأسيس مكتب خاص يصبّ التركيز على مكافحة الجريمة والعدالة ومسائل الاعتقال والتوقيف. من جهته أرجع المبعوث الخاص لمنطقة القرن الأفريقي بارفيه أونانغا-أنيانغا، هذا التقدم إلى التغيير الذي طرأ على حكومة السودان الذي وفر زخمًا لهذا التطور الإيجابي. وأضاف في إحاطته : "الطرفان يرغبان في بدء فصل جديد من العلاقات وتأمين سلام في جميع أنحاء السودان، كما أن القادة الجدد في الخرطوم شجّعوا الرئيس كير على تكثيف جهود الوساطة بين الحكومة في الخرطوم والمجموعات المسلحة المعارضة، ومنذ ذلك الوقت والرئيس سيلفا كير يبذل الجهود في هذا المضمار".