أكد مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي والمتحدث الرسمي للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" بندر الطعيمي، أن المسؤولية الاجتماعية باتت لغة عالمية ملازمة لخطط التنمية الاقتصادية كونها تسهم في دعم الجمعيات والمؤسسات الخيرية بما يعود أثره على الفرد والمجتمع ككل. وأوضح أن العام 2018م جاء تتويجاً لمجهودات نوعية متواصلة تبذلها "مدن" في هذا المجال المُتشعب كان من نتائجها فوزها بتكريم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، وذلك عن دور الهيئة في خدمة المجتمع بدعمها مبادرة "ما نتساهل .. بيئتنا تستاهل"، ومشاركتها بحملة توعوية في عدد من المدن الصناعية منها: "المدينتان الصناعيتان الأولى والثانية بالرياض، المدينة الصناعية الأولى بجدة، بالإضافة إلى المدينتين الصناعيتين الأولى والثانية بالدمام"، حيث استهدفت "مدن" نشر الوعي بأهمية استخدام المنتجات البلاستيكية القابلة للتحلُّل. وتتسق "مدن" بشكل كامل مع مستهدفات وبرامج رؤية المملكة 2030 والتي تُعد حماية البيئة وتحفيز الممارسات الصديقة لها كتدوير النفايات والحد من التصحُّر والحفاظ على المُقدّرات الطبيعية من مقاصدها الرئيسة، حيث تعتمد استراتيجيةً تراعي التوازن بين متطلَّبات حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية والإسهام في تحقيق التنمية المستدامة. ودشّنت برنامجاً تحت اسم "صفر نفايات" لترسيخ الاستدامة البيئية، وخفض نسبة النفايات في المصانع إلى الصفر، ونظّمت في هذا الإطار ورشة عمل بحضور ممثلين عن عدد من المصانع في المدينة الصناعية الأولى بجدة بالشراكة مع "يونيليفر السعودية"، والتي من شأنها رفع الوعي بآثار النفايات الصناعية على البيئة والمخاطر التي قد تتسبب بها. ووقّعت "مدن" اتفاقية تعاون مع جمعية أصدقاء البيئة بالدمام، لتعزيز التوعية البيئية داخل مدنها الصناعية بفرع المنطقة الشرقية، وذلك من خلال "مبادرة المنطقة الشرقية لحماية البيئة"، حيث تهدف الاتفاقية -وفقاً لما ذكره الطعيمي- إلى إقامة علاقات بنّاءة مع القطاعات كافة، وتحقيقاً لأهداف "مدن" في عقد الشراكات مع القطاع الخاص والقطاعات غير الربحية ورفع رضى شريك "مدن"، بما يحقق استراتيجيتها في تمكين الصناعة. وبنهاية العام 2018م، نجحت "مدن" في إحداث نقلة نوعية بتوطين تقنية هامة ذات أثر فعّال في مجال حماية البيئة وفي ظل مسؤولياتها تجاه مجتمعها، وهي تقنية إعادة تدوير المُخلّفات، حيث أبرمت اتفاقية شراكة ثلاثية مع الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض "إنسان"، وشركة تدوير البيئة الأهلية "تدوير"، ضمن مبادرة "بصمتنا" تحت شعار "أكفل يتيم بجهازك القديم"، حيث تقوم "مدن" بإعادة تدوير مخلّفاتها الإلكترونية والكهربائية وفق المعايير البيئية المحلية والعالمية، والانتفاع من مخرجاتها بتحويلها إلى مواد أولية تدخل في صناعات أخرى ومن ثم توجيه كامل قيمتها لدعم أنشطة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض "إنسان". وإدراكاً منها لأهمية دور المرأة السعودية في الاقتصاد الوطني، ومن خلال مبادراتها لتمكين روّاد ورائدات الأعمال، وقَّعت "مدن" اتفاقية شراكة مع "صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة"، لإنشاء مركز اجتماعي تقني في المدينة الصناعية الأولى بالدمام، يتضمن حاضنات ومُسرّعات أعمال ومعامل تقنية مجهزة بكامل الخدمات. وأفاد بندر الطعيمي أن "مدن" تمضي وفق رؤية تعي أهمية دور المرأة في سوق العمل، ولذا تعمل على تهيئة بيئة ملائمة تسمح لها بتنشئة مشاريعها وتطوير استثماراتها والحصول على الفرص الوظيفية المناسبة، ومن ثم جاء إطلاق واحات "مدن" الملائمة لعمل المرأة وذلك لتمكينها من المشاركة في التنمية الصناعية، كما وقّعت مذكرة تفاهم مع "مؤسسة إبداع المرأة السعودية"، لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في جازان وتشجيعهن على البدء باستثماراتهن داخل المدن الصناعية بالمنطقة. وفي المجال الرياضي، تعمل "مدن" على تشجيع نمط الحياة الصحي داخل مدنها الصناعية، وذلك من منطلق اهتمامها بتحسين جودة الحياة ضمن محور مجتمع حيوي بيئته عامرة، حيث نظّمت خلال العام 2018م بطولة "مدن" الرياضية الأولى بمركز أركان الرياضي في المدينة الصناعية الثانية بالرياض بمشاركة 25 شركة ومصنعاً، ومنافسة بين 40 فريقاً من منسوبي الشركات والمصانع الأمر الذي من شأنه الارتقاء بمستوى بيئة العمل وتعزيز معدلات الإنتاجية. وخلال شهر رمضان المبارك للعام 2019م، وبالتعاون مع بعض الجمعيات الخيرية المُعتمدَة، تم تدشين مشروع "إفطار صائم" في المدن الصناعية بإجمالي تخطى 21 ألف صائم يومياً وذلك في المدينتين الصناعيتين الأولى والثانية بالرياض، والمدينة الصناعية بالخرج، ومدينة سدير للصناعة والأعمال، إضافة إلى المدينة الصناعية الأولى بالقصيم، وأيضاً في المدينة الصناعية بحائل، والمدينة الصناعية الثانية بالدمام. وتضطلع "مدن" منذ العام 2001م بتطوير الأراضي الصناعية متكاملة الخدمات وفق أعلى المعايير العالمية، وهي تشرف اليوم على 35 مدينة صناعية قائمة وتحت التطوير في مختلف مناطق المملكة بالإضافة إلى إشرافها على المجمعات والمدن الصناعية الخاصة. وقد تجاوزت الأراضي الصناعية المطورة 198,8 مليون م²حتى الآن، وتضم المدن الصناعية القائمة 3,474 مصنعاً مُنتجاً.