أكد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى أهمية التواصل الحضاري بين الأمم والشعوب بمختلف تنوعها، لتعزيز التقارب والتفاهم والتبادل. وقال معاليه خلال محاضرة له في جامعة سانت بطرسبرغ الحكومية: إن هذا يعني إزالة الحواجز السلبية والمفاهيم الخاطئة التي تجد بيئتها المناسبة في عدم الحوار أو عدم جديته أو عدم الأخذ بأسباب نجاحه، مؤكدًا كثرة المشتركات الإنسانية وأن الحضارات تعتمد في بقائها حية قوية على القيم والعدالة والاستشراف الصحيح مع كفاءة الإدارة ومهارة التواصل واحترام مبادئ القانون المشترك وهو القانون الطبيعي. وأشار إلى أن اعتماد العدالة والقيم والانفتاح الإيجابي مع مهارة الاستشراف والتواصل من أسس القيادة نحو الريادة الحضارية، كما عد بناء الشخصية الوطنية برؤية مستنيرة ركيزة أساسية في الريادة والحسم لكثير من إشكالات الأمم والدول، وأن القيم الروحية كثيرًا ما يكون تطبيقها شكلياً ومن الطبيعي أن يفتقد عندئذ الأثر السلوكي الملموس. وأوضح أن الحضارات تتآكل مع الزمن متى انساقت مع النفعية على حساب القيم ومتى تحدت مبادىء القانون الإنساني المشترك، وأن السيادة أو الهيمنة الإعلامية والفنية إذا لم تتصف بالقيم فإنها تعمل على تزوير الحقائق وغسيل الأدمغة. وأبان معاليه أن القوة الحقيقية لم تعد اليوم تعتمد على القوة الصلبة فقط ولكن القوة الناعمة التي تمثل عنصر الحسم في غالب الأحيان، وتحدث عن الحضارة المنفتحة والحضارة المنغلقة، واستعرض العديد من الأمثلة على ذلك. وتطرقت المحاضرة إلى المكون الديني والقومي ومشاركته الحضارية، وقال :" إن الاندماج الوطنى الإيجابي يسهم في قوة الحضارة بشرط إنصاف كافة المكونات"، كما استعرض قيم التسامح في الإسلام، ومفهوم الوحدة في التنوع الكوني والمفهوم القانوني وفي الشريعة الإسلامية المتعلق بالعمل على تحقيق هدف النص والمرونة في ذلك دون انحراف في التأويل أو خروج عن ظاهر النص. وفي ختام المحاضرة، أجاب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي على أسئلة الحضور.