أكد الوزراء المشاركون في الاجتماع الاستثنائي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي، والمخصص لبحث التحضيرات للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعي الرابعة المقرر عقدها الشهر المقبل في بيروت، ضرورة إعطاء الأولوية لتعزيز العلاقات الاقتصادية العربية، وأهمية الاستثمار في البشر بوصفه أقصر الطرق لتحقيق النمو الاقتصادي. ودعا وزير التجارة العراقي محمد هاشم العاني رئيس الاجتماع الاستثنائي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية إلى ضرورة إعطاء الأولوية لتعزيز العلاقات الاقتصادية العربية بالشكل الذي يؤدي إلى زيادة التبادل التجاري والاستثماري بين الدول العربية. وقال العاني، في كلمته أمام الاجتماع، إن هذا الاجتماع يشكل انطلاقة نوعية في العمل الاقتصادي العربي المشترك لأن بنوده تشمل جميع الأبعاد الخاصة بإقامة بنية اقتصادية واجتماعية عربية وتحقيق انطلاقة مؤثرة لعملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وأشار إلى أهمية الموضوعات المطروحة على الاجتماع ومنها الميثاق العربي الاسترشادي للمؤسسات الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة، منوها بأن المشروعات العملاقة التي نراها في العديد من دول العالم، لم تكن إلا مشروعات صغيرة ومتوسطة في بدايتها. من جانبه أكد وزير الاتصالات اللبناني جمال جراح في كلمته أمام الاجتماع، أن القمة العربية التنموية المقرر عقدها في بيروت تتيح فرصة مناسبة لصياغة خطة اقتصادية عربية شاملة عنوانها إنقاذ الاقتصاد العربي من التدهور والانزلاق إلى مستويات خطيرة ستؤدي حتما إلى مزيد من التعقيدات والأزمات المعيشية والاجتماعية. وقال إن هناك عدد من الدول العربية انخفض مستوى النمو الاقتصادي فيها إلى الحد الأدنى نتيجة للأزمات والحروب التي تمر بها، موضحًا أن هذا انعكس على مستوى المعيشة بهذه الدول وأدى إلى أزمات خطيرة أدت بدورها إلى ثورات واضطرابات زادت من صعوبة الأوضاع المالية والاقتصادية. وأشار جمال جراح إلى ضرورة إنتاج واقع اقتصادي عربي مختلف، قائم على رؤية عصرية واضحة، مؤكدًا أهمية تفعيل منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى للمساعدة على تجاوز الأزمات الاقتصادية في الدول العربية، وزيادة التجارة البينية، وسينعكس إيجابًا على الاقتصادات العربية. بدوره أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن أمله في أن تشكل "القمة التنموية: الاقتصادية والاجتماعية العربية" الرابعة المقررة في بيروت الشهر المقبل، نقلة نوعية في العمل التنموي الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك. وأكد أبوالغيط في كلمته الافتتاحية لأعمال الاجتماع، التي ألقتها نيابة عنه الأمين العام المساعد في الجامعة العربية السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة، أن هذه القمة تعكس العزم العربي على مواصلة مسيرة التنمية رغم كل التحديات والصعوبات التي تواجه الدول العربية. وأوضح أن توقيت انعقاد هذه القمة يشكل أهمية إضافية كونها تنعقد قبل أشهر قليلة من قمة العالم للتنمية المستدامة المقرر عقدها بنيويورك في نفس العام، حيث ستشكل مخرجات هذه القمة، موقفًا عربيًا حول أولويات المنطقة العربية وتصورها للمضي قدمًا في مسيرة التنمية أمام قادة العالم في قمة التنمية المستدامة المرتقبة.