أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بأقسى العبارات، مواقف المسؤولين الأمريكيين، المتمثلة بتصريحات مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، التي تحدث فيها وكأنه ضابط في جيش الاحتلال، يعطي التعليمات لأبناء شعبنا المشاركين في مسيرات العودة السلمية، ويوجه لهم التهم ويحملهم المسؤولية . ورأت في بيان لها اليوم، أن تلك المواقف تتجاهل بشكل مقصود الاحتلال ومذابحه التي أدت الى وقوع عشرات الشهداء ومئات الجرحى، وتمثل خروجًا فاضحًا على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وعلى المبادئ السامية التي أنشئت على أساسها الأممالمتحدة، وفي مقدمتها الحق في التظاهر السلمي ومبادئ حقوق الإنسان، وامتدادًا لعقلية الاحتلال وجنرالاته القتلة الذين يحاولون تشويه صورة الكبرياء والكرامة لأبناء الشعب الفلسطيني من خلال اتهامهم بتلقي أموال مقابل مشاركتهم في المسيرات . وبينت الوزارة أن تساوق المواقف الأمريكية مع سياسة وجرائم الاحتلال، يعد إمعانًا في العدوان غير المبرر على شعبنا، وانقلابًا على مرتكزات النظام الدولي . وأكدت أن الشعب الفلسطيني بصموده وبرفضه السلمي للاحتلال والحصار، وبالتفافه حول قيادته، قادر على إسقاط المشاريع الأمريكية التصفوية، وأنها ستواصل تحركها السياسي والدبلوماسي في جميع المحافل والساحات دفاعًا عن شعبنا وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، بما في ذلك رفع ملف مذابح الاحتلال للمحكمة الجنائية الدولية . كما أدانت الوزارة بأشد العبارات، إفشال الولاياتالمتحدةالأمريكية صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي، للمرة الثانية، بخصوص ما يجري على حدود قطاع غزة، بعد أن أفشلت مشروع بيان مماثل الجمعة الماضية، علماً أن البيان متواضع وغير ملزم وأضعف ما يمكن أن يصدر عن المجلس . وعدت أن هذا الموقف الأمريكي المنحاز بشكل أعمى للاحتلال يمثل حماية مقصودة وتغطية مباشرة على المذبحة المتواصلة التي ترتكبها سلطات الاحتلال ضد أبناء شعبنا المشاركين في مسيرات العودة السلمية على حدود قطاع عزة، وامتدادا لمواقف أمريكية معادية لشعبنا وحقوقه، واستمرارًا في محاولاتها لإجهاض أي جهد فلسطيني وعربي مشترك في مجلس الأمن، وترجمة لمواقفها السياسية ومشاريعا الهدافة إلى تصفية القضية الفلسطينية . ورأت وزارة الخارجية الفلسطينية أن تعطيل أمريكا لدور مجلس الأمن ومنعه من تحمل مسؤولياته، يفرض على الدول الأعضاء وعلى المجتمع الدولي البحث عن صيغة جديدة لعمل المنظومة الأممية، بحيث تبطل هذه الصيغة مفعول "الفيتو" والاعتراض الأمريكي إذا كان مخالفًا للمبادئ والمواثيق والأهداف التي أنشئت على أساسها المنظومة الأممية، وبدون ذلك سيبقى مجلس الأمن رهينة عاجزة في ظل الانحياز الأمريكي الأعمى للاحتلال، وسيفقد ما تبقى من مصداقيته، الأمر الذي يشرعن "شريعة الغاب" ومفاهيم البلطجة والقوة . وأكدت أنها ستواصل العمل بكل قوة من أجل توفير الحماية الدولية لشعب الفلسطيني، وتتبع جميع الإجراءات القانونية الدولية لتشكيل لجنة تحقيق أممية في جرائم الاحتلال، ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين من سياسيين وعسكريين . تجدر الاشارة الى أن غرينبلات قال في تصريحات إن بلاده تدين القادة والمتظاهرين الذي يدعون إلى العنف ويرسلون الأطفال إلى السياج مع علمهم أنهم قد يصابون أو يقتلون، لكنهم يذهبون لهناك من أجل تلقي الأموال .