يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس مجلس أمناء مؤسسة التراث الخيرية غدا الأحد مسجد السريحة في الدرعية التاريخية بعد الانتهاء من ترميمه على نفقة سموه. ويعد مسجد السريحة أحد المساجد الثلاثة التي تبرع الأمير سلطان بن سلمان بترميمها في الدرعية التاريخية إضافة إلى مسجد الظويهرة في حي البجيري والذي تم افتتاحه ضمن افتتاح الحي في جمادى الثاني 1436ه ، ومسجد الدواسر الذي يشهد حالياً مشروعاً لإعادة بنائه، بالإضافة إلى عدد من المساجد التاريخية في الدرعية التاريخية التي تم ترميمها بمشاركة المجتمع المحلي والمحسنين . ويأتي ترميم هذه المساجد في إطار برنامج العناية بالمساجد التاريخية الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع وزارة الشئون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية. وكان الأمير سلطان بن سلمان قد أعلن في كلمته في حفل افتتاح حي البجيري بالدرعية التاريخية في (20 جمادى الثاني 1436ه) عن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله -على رعاية برنامج خاص للعناية بالمساجد التاريخية في محيط مشروع الدرعية التاريخية الذي يشمل ترميم 34 مسجداً تاريخياً تقوم به الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة الشؤون الإسلامية والهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض ومؤسسة التراث الخيرية. كما أعلن خلال كلمته في ورشة العناية بالمساجد التاريخية التي أقيمت العام الماضي في المدينةالمنورة عن تبني خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- دعم ترميم عدد من المساجد التاريخية في المدينةالمنورة، امتداداً لتبنيه -حفظه الله- ترميم عدد من المساجد في مناطق المملكة، من أبرزها تبرعه -حفظه الله- بنفقات ترميم مسجد الحنفي التاريخي في جدة التاريخية، إضافة إلى رعايته (حفظه الله) لبرنامج خاص للعناية بالمساجد التاريخية في محيط مشروع الدرعية التاريخية. وفي إطار هذا البرنامج افتتح الجامع العتيق "مسجد الشافعي" بجدة التاريخية بعد الانتهاء من مشروع ترميمه الذي تكفل بنفقاته الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله -، وتم الإعلان حينه عن إنشاء صندوق لترميم المساجد التاريخية في مدينة جدة، كما تجري حاليا أعمال الترميم لمسجد المعمار في جدة التاريخية، على نفقة وقف الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه. وأكد الأمير سلطان بن سلمان في كلمته أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- أعطى جل اهتمامه بالمساجد التاريخية، مشيرا إلى أنه - ايده الله- وعند إطلاق أي مشروع ترميم في المواقع التاريخية مثل منطقة وسط الرياض، والدرعية التاريخية، وجدة التاريخية، وغيرها، فإنه يوجه بأن يكون ترميم المساجد التاريخية والاعتناء بها في مقدمة هذه المشاريع. وقال سموه: "أعطى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله جل اهتمامه للعناية بالمساجد وبشكل أوسع بالتراث الحضاري الوطني، وبدأ ذلك من خلال عدد من المشاريع ومنها جامع الامام تركي بن عبدالله مما يؤكد ايمانه بأن المساجد هي محور للتاريخ والتقاء الناس". وأكد سموه على أن رسالة البرنامج هي أن العناية بالمساجد التاريخية ليست لأجل الترميم بذاته، بل لإعادة الحياة للمسجد التاريخي ودوره في المجتمع وايضا إبراز القصة التاريخية التي تحكيها هذه المساجد حيث كان المسجد المحور التي انطلق منه المؤسسون الاوائل لهذه الدولة، فالاهتمام بالمساجد التاريخية هو أيضا تقديرا لدور هذه المساجد في الوحدة الوطنية، فلا بد ان تعود لها الحياة لترى الاجيال كيف كان المسجد هو المحور الأساس لهذه الوحدة التي ننعم بخيرها بفضل الله. يشار إلى أن الأمير سلطان بن سلمان كان قد تبنى البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية في إطار اهتمام سموه بكل ما له صلة بخدمة بيوت الله والتراث العمراني الإسلامي، حيث بدأت مؤسسة التراث الخيرية القيام بدورها في الاهتمام بالمساجد في المملكة، وأخذت على عاتقها منذ بداية إطلاقها للبرنامج عام1418ه أهمية توثيق وترميم عدد من المساجد العتيقة في جميع مناطق المملكة وقراها. وأنجز البرنامج عددا من المشروعات المهمة حيث تم حصر ( 78 ) مسجداً تاريخياً تم ترميمها بتضافر الجهود بين الهيئة و وزارة الشئون الاسلامية ومؤسسة التراث الخيرية، والمجتمعات المحلية، وجاري العمل على ترميم 25 مسجداً، كما تم اعتماد عدد من المشاريع خلال العام الجاري (2017)، منها مشروع توثيق نماذج من المساجد التاريخية "أطلس المساجد التاريخية رقم (1)"، ومشروع إعداد دراسة مخططات المساجد المستهدفة في مناطق المملكة (130 مسجداً) ويجري تحديد القائمة ذات الأولوية بالشراكة مع وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد. وحظي البرنامج بدعم أمراء المناطق من خلال تبني دعم ترميم عدد من المساجد التاريخية في المناطق بمشاركة الأهالي والمجتمعات المحلية. ونظم البرنامج (6) ورش عمل المساجد التاريخية في مختلف مناطق المملكة بالشراكة مع وزارة الشئون الإسلامية. ويجري العمل على إصدار كتاب" البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية"، وتنفيذ ورش المساجد التاريخية وأجنحة معرض المساجد التاريخية، وتنظيم محاضرات في المساجد التاريخية. وتبنت مؤسسة التراث الخيرية برنامجا وطنيا للعناية بالمساجد التاريخية منذ حوالي 20 عاماً بهدف حمايتها وحفظها من خلال المشاريع التي تنفذها المؤسسة بالتنسيق مع وزارة الشئون الإسلامية في مختلف مناطق المملكة، حيث نفذت المؤسسة ترميم وإعادة تأهيل نماذج من المساجد التاريخية وفتحها للعبادة وأداء الصلوات شملت 13 مسجداً في مناطق مختلفة من المملكة، كما تم من خلال المؤسسة حصر وتوثيق أكثر من (90) مسجداً تاريخياً في مناطق المملكة، وأصدرت المؤسسة بمشاركة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني كتابا توثيقيا لأعمال الحصر والترميم.