بدأت بالقاهرة اليوم، أعمال المؤتمر الدولي حول "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل"، الذي يعقده الأزهر ومجلس حكماء المسلمين، بمشاركة وفود تمثل أكثر من 50 دولة، وذلك للتداول في قضايا المواطنة والحريات والتنوع الاجتماعي والثقافي. وأكد شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، الدكتور أحمد الطيب في كلمته الافتتاحية للمؤتمر أهمية التعارف والتعاون والتكامل بين ابتاع الأديان وإزالة ما تبقى بينهم من توترات، والعمل على تفعيل مفهوم المواطنة كمبدأ دستوري طبقه الرسول (صلى الله عليه وسلم) على أول مجتمع مسلم في المدينةالمنورة. وطالب شيخ الأزهر، المؤسسات الدينية في الشرق والغرب بالتصدي للإسلاموفوبيا تلك الظاهرة الغريبة التي يقف وراءها المحرضون على الإرهاب وأعمال العنف ويكتوى بها المسلمون المواطنون في الدول التي يقيمون بها، منتقداً اتهام الإسلام والادعاء بأنه "بنيان التدمير وأنه وراء أعمال إرهابية". ولفت إلى أهمية دور رجال الدين والمفكرين في تعرية ما وصفه بوباء الإسلاموفوبيا والإرهاب الذي أضر بالمواطنين المسلمين في بلاد الغرب وبصورة الإسلام في العالم، منوهاً إلى أنه إذا لم تعمل المؤسسات الدينية في الشرق والغرب معا للتصدي للإسلاموفوبيا، فإنها سوف تطلق سهامها نحو المسيحية واليهودية عاجلا أو آجلا. من جانبه قال مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبداللطيف دريان، إن العيش المشترك والمواطنة يرتبطان في أي مجتمع بالحفاظ على ثوابت أساسية هي كيان الدولة والهوية وحكم القانون، موضحاً أن هذه الثوابت باتت تتصدع في العالم العربي وانعكس ذلك سلباً على العيش المشترك والمواطنة. وأشار مفتي لبنان إلى أن الإسلام أسس دولة المواطنة، ودعا للحفاظ على الضرورات الخمس وهي النفس والعقل والدين والعرض والنسل، مطالباً بإخراج الدين من أتون الصراع السياسي وتربية الأجيال على المواطنة والسلام والعيش الواحد. ويناقش المؤتمر، على مدي يومين 4 محاور، تتضمن المواطنة، الحرية والتنوع، ومبادرات الأزهر والمبادرات المسيحية والمبادرات المشتركة، وسبل العمل معاً لدرء مخاطر التفكك والانقسام ومواجهة التعصب والتطرف والإرهاب، وترسيخ شراكة القيم وتفعيلها، والحيلولة دون توظيف الدين في النزاعات.