يكشف الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر اليوم في مؤتمر دولي بالقاهرة، أسرار الشائعات التي تتحدث عن تحويل سيناء مصر لولاية "داعشية" والخطة الرامية إلى ضرب الوحدة الوطنية، وتمزيق جناحيها (المسلمين والأقباط) وتشويه العلاقة التاريخية بينهما. ويوضح الطيب في كلمة له أمام المؤتمر الذي يرعاه الرئيس عبد الفتاح السيسي، المكائد التي تدبر للإيقاع بين المسلمين والمسيحيين في مصر والعالم، ويقدم الطيب روشتة علاج لأوضاع الأمة، يكشف من خلالها التحديات الجسام التي تواجهها داخليًا وخارجيًا، ويطرح شيخ الأزهر السبل الفكرية لمكافحة الإرهاب. داعيًا وفود أكثر من 50 دولة مشاركة في المؤتمر إلى تعظيم قيم المواطنة الحقيقية بعيدًا عن التعصب والتطرف والمذهبية، ومنح مساحة أكبر للتنوع والتكامل الديني، وأخذ الحيطة والحذر من أعداء الأمة الإسلامية الذين يستغلون بعض الأحداث الإرهابية لهدم قيم التسامح والتعايش والإخاء بين المسلمين والمسيحيين في العالم، ويلقي الطيب الضوء على دور الأزهر ومجلس حكماء المسلمين وعلماء الدين وأهل الرأي والخبرة ورؤساء الكنائس في مواجهة الخطط الداعشية. يستمر المؤتمر الذي يحضره البابا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، لمدة يومين، ويختتم أعماله في فندق فيرمونت تاورز هليوبوليس، بإعلان عالمي للأزهر، عن حماية التعايش الإسلامي المسيحي المشترك، وإعلاء قيم المواطنة والحرية والمشاركة الوطنية والاجتماعية والتنوع الديني. ويركز المؤتمر الذي يحمل عنوان "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل" على أربعة محاور رئيسية، يتناول المحور الأول: المواطنة وضوابطها، وخصائصها في العالم الغربي والعربي، ويتطرق المحور الثانى، إلى حرية العقيدة والتنوع الديني وهوية الجماعات، ودور الأزهر والمؤسسات الدينية في حماية ووقاية الحريات من العبث والتربص. ويبحث المحور الثالث، التحديات والعقبات، ويلفت الانتباه إلى بعض التجارب والمبادرات الإسلامية والمسيحية في إزالة هذه العقبات، أما المحور الرابع والأخير، فيتضمن طرق العلاج الواقعية لمواجهة مخططات ومخاطر التفكك والانقسام ومكافحة التعصب الأعمى والتطرف الفكري والإرهاب بمختلف أنواعه. إضافة إلى ترسيخ قيم الشراكة الوطنية والوقوف ضد أي محاولة لاستغلال الدين وتوظيفه واستخدامه سلاحًا في الصراعات والنزاعات السياسية والمذهبية، والعمل على الوصول إلى عقد توافقي يعيش به الجميع تحت مظلة الحرية المسئولة والحقوق الأساسية والرؤية الواعدة لمستقبل أفضل لكل شعوب العالم.