اتفق محاضرو وضيوف الندوة النقدية للشاعر عروة بن الورد التي أقيمت أمس ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان سوق عكاظ في دورته العاشرة, على أن الصعلكة في حياة الشاعر جاءت طلبا للذكر والجود والكرم الذي عرف به. وبدأ الدكتور عبدالمحسن القحطاني الندوة بقوله :" إن المشاركين يناقشون شخصية وحياة وأشعار الشاعر عروة بن الورد الذي سيقلب مفهوم الجميع عن الصعلكة، مضيفا أنه شاعر يرتقي لمرتبة الجود والكرم, وقال لا أريد أن أطيل فتكون ورقة خامسة ضمن الأوراق الأربع للضيوف, ثم بدأ بتقديمهم . ويرى الدكتور عبدالله الزهراني من جامعة أم القرى أن عروة بن الورد يعد من أبرز شعراء الصعاليك, وعرف عنه محبة الناس له , حيث كان جوادا كريما لم ينفصل عن أهله مثل غيره من الصعاليك فقد كان يسرق الأغنياء البخلاء ليكرم الفقراء. وتطرق الزهراني في ورقته لثلاث جوانب, الأول: نسب عروة من أمه, حيث كان يمثل نسبه لأمه أزمة لديه فتمثلت في التدني والعار منها ومن قبيلتها (نهد), والثاني تأنيب الضمير وتمثل ذلك في مخاطبته لزوجته في كثير من قصائده التي تلومه على أفعاله وخروجه للمغامرة والسرقة, وأوردت زوجة عروة أم حسان في تلك القصائد, وأورد الزهراني بعضا منها, أرى أم حسان غداة تلومني تخوفني الأعداء والنفس أخوف بعد ذلك أورد الزهراني تحول أم حسان في تشجيع عروة على المغامرة طلبا في الرزق, وشبهه بحاتم الطائي للصعاليك. وتناولت الورقة الثانية للدكتور أيمن ميدان وكيل كلية دار العلوم بجامعة القاهرة, حضور عروة بن الورد في التجربة الأدبية المعاصرة, وكيف استفاد النقاد من أدبه, مشيراً إلى أنه يقف أمام مصطلح صعلوك ومصطلح متمرد, ووصفه بأبي الصعاليك: وقال: هناك من النقاد من أنشغل بعروة بن الورد ومنهم الخطراوي وعلي بافقيه, ويستشعرونه في قصائدهم, وخصوه بدواوين ومعهم خضر عكاري, وحسن الحموي وختم ورقته بقوله أن شخصية عروة ليست للشعر فقط بل للسرد والقصص. فيما أشار الدكتور صلاح الدوش من السودان، الأستاذ بجامعة الطائف إلى سييميا الصورة في شعر عروة بن الورد, التي عرفها بأنها علم يبحث في أنظمة العلامات والرموز, وذهب إلى أولها وهي الصورة السمعية واصفا لها بأنها تبدأ بالصوت, بالتكرار والتوظيف, وينتزعها الشاعر من المجاز والتشبيه والكناية, ثم أورد الصورة الثانية وهي اللفظ مقسما له إلى لفظ تكراري وتقابلي وإفرادي, وذكر الصورة الثالثة وهي الحركية, لافتاً بأن قصائد بن الورد كأنها مقاطع فيديو. وعلق مدير الندوة الدكتور القحطاني بأن دراسة الدكتور صلاح الدوش دقيقة ومركزه. وتناول الدكتور محمد عطا الله من جامعة الطائف, تشكيل الذات في شعر عروة بن الورد, وقال : " شعر الصعاليك شعر قصصي يصور كل ما يدور في حياة الشاعر, وقسم ورقته إلى أربعة محاور، ضمت الذات من الموقف الجماعي والفردي, موضحها في دائرة القبيلة والصعاليك, مبيناً أن عروة لم تطرده قبيلته فقد كان زعيم شعبي, والذات وثنائية الزمان والمكان, حيث حضرت يثرب مكان إقامة قبيلته عبس في كثير من قصائده، والذات والواقع, وشرح ذلك بأن ضعف نسبه لأمه وفقره شكل لديه عقدة، والذات والآخر, وتجلى هذا المحور في المرأة أم حسان.