يتشرف بعض أهالي مكةالمكرمة بممارسة مهن تقوم في أساسها على خدمة حجاج بيت الله الحرام من أشهرها "السقاية والرفادة" ويطلق على ممارسيها "بالزمازمة"، حيث يعود تاريخهما إلى عهد عبدالمطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم, التي ورثت جيلاً بعد جيل إلى أن انفصلتا، فأصبحت السقاية لطائفة الزمازمة، والرفادة لطائفة المطوفين. ومع تأثر أجزاء المنطقة المركزية بساحات الحرم المكي وأسواق مكة القديمة وأزقتها بجملة من المشروعات التطويرية، ومنها ما حصل من تطوير لبئر زمزم ووسائل سقياه، بقيت مهنة الزمازمة بصورتها القديمة في الذاكرة بوجود خلوة لأحد الزمازمة داخل المسجد الحرام يضع فيها أوانيه المكونة من الأزيار المغربية الكبيرة، والدوارق والشراب والحنابل والمفارش والأواني النحاسية المنقوش عليها آيات قرآنية، حيث كان ماء زمزم ينقل في القرب بواسطة السقاة المتخصصين في أروقة الحرم من بعد صلاة الفجر، بالإضافة إلى البسط في حصاوي المسجد الحرام لكل زمزمي بحسب أعداد حجاجه موزعة في أنحاء المسجد الحرام. وكان يتولى الزمزمي وأبناؤه ومساعدوه وضع الدوارق والشراب بعد أن يضع عليها النيشان الخاص به؛ وهو عبارة عن علامة تميزه عن الآخرين، ثم تتبعها عملية تبخير الأزيار بماء الورد والكادي والزهر تمهيدا لتعبئتها في الدوارق والشراب الصغيرة، فيما يرتدي أبناء الطائفة البالغ عددهم نحو 900 فرد، اللباس التقليدي من البقشة والعمامة والسديرية. // يتبع // 15:27 ت م NNNN تغريد