رأى عدد كبير من حجاج بيت الله الحرام أن توزيع عبوات مياه زمزم عند وصولهم إلى مكةالمكرمة، من قبل مكتب الزمازمة الموحد، كان أمرا بالغ الأهمية بالنسبة إليهم، فهو بمثابة هدية ثمينة يروون بها شوقهم لهذه المياه. وينتشر عاملون في المكتب بين حافلات نقل الحجاج قبل دخولها إلى مكةالمكرمة، ويوزعون عبوات صغيرة مبردة من مياه زمزم على الحجاج قبل الانتهاء من إجراءات دخولهم. وتقدر كميات العبوات الموزعة بنحو 1.6 مليون عبوة. وقال رئيس مكتب الزمازمة الموحد سليمان أبوغلية إن العبوات الموزعة هي سعة «330 ملل» على حجاج بيت الله الحرام بمراكز توجيه الحجاج، كما أنه يعمل خلال موسم الحج قرابة ألف موظف لتوزيع وسقيا حجاج بيت الله الحرام. وتعد الزمازمة من المهن القديمة، حيث ينتشر العاملون بها في المنطقة المركزية لسقيا وفود الحجيج وإيصال ماء زمزم إلى بيوت بعضهم، منذ أن كان يستخرج من البئر بواسطة الدلو، لينقل إلى الخلاوي الخاصة بكل زمزمي، وتوزع بعد ذلك على الحجاج والمعتمرين، حيث يضع كل زمزمي في الخلوة التي تخصه داخل المسجد الحرام أوانيه المكونة من الأزيار الكبار، ويطلق عليها أزيار مغربية، والدوارق والشراب، والحنابل، والمفارش، والطيس المنقوش عليها آيات قرآنية والمصنوعة من النحاس. أما ماء زمزم فكان يجلب بواسطة السقاة المتخصصين من البئر إلى خلاوي الزمازمة المنتشرة في أروقة الحرم من بعد صلاة الفجر بواسطة القرب المصنوعة من الجلد بحسب أعداد حجاج الزمزمي، الذي يضع هو وأبناؤه والعاملون لديه، الدوارق والشراب بعد أن يضع عليها النيشان الخاص به ويمثل علامته التي تميزه عن الزمزمي الآخر، على أن يبخر الزمزمي الأزيار والطيس ب «المستكا» قبل أن يعبئ الدوارق لشرب ماء زمزم.